Wednesday 09/04/2014 Issue 15168 الاربعاء 09 جمادى الآخرة 1435 العدد
09-04-2014

نحن... بين العسكرة والديمقراطية

ما زال الشارع السعودي يعيش حالة من البهجة والسرور إثر القرار الملكي بتولية الأمير مقرن ولاية عهد ولي العهد الأمير سلمان، هذه البهجة والاطمئنان السعودي جعل الجميع ينظر يمنة ويسرة فلا يرى إلا الخراب والدمار وسوء الحال.

ناقشني في القرار الملكي أكثر من شخص إثر قراءتهم ما كتبت هنا وما قلته عبر حسابي في تويتر من أنني سعيد ومبتهج بهذا القرار، كان السؤال المشروع ما مصدر سروري؟ وكان الجواب الوحيد والصادق هو أنني شعرت شعوراً جميلاً بأن بيتنا السعودي هناك من يتفقده دون أنانية لا تنظر لمصلحة الوطن وإنما تنظر لمصالح شخصية، وثقت بأن من يسهرون على أمن هذا الوطن واستقراره هم أهل لهذه المسؤولية الجسيمة، وعندما أقول يسهرون على أمنه واستقراره فإنني بالطبع أعني القيادة السياسية ممثلة في قمة الهرم قائد الأمة وخادم البيتين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده ومن يعاونهم من أصحاب السمو الأمراء وكبار رجال الدولة من المواطنين المخلصين.

قال لي أحد من كنت في حوار معه حول ذلك، إذا رأيت من حولنا شعرت بأننا في نعمة كبرى لا يمكن لنا استشعارها كوننا نتقلب فيها، قلت له: إن العالم العربي والإسلامي بكل أسف يعيش بين حالتين أحلاهما مر علقم، الأولى حكم العسكر وهذا الحكم في غالبه ظالماً طاغياً مستبداً، لا يعنيه المواطن، وإنما كل همه مؤسسته العسكرية ودوام سلطته وتسلطه.

والحالة الثانية ما يسمى بالحكم الديمقراطي المبني على الانتخابات المزيفة وهذه الحكومات حكومات أبدية استبدادية لا تختلف عن الحكومات العسكرية إلا في الصفة فقط، تدعي الديمقراطية وهي أبعد ما تكون عن ذلك، فلا حوار ولا تشاور ولا سماع لصوت المواطن، ولا رعاية حقيقية لمصالحه، إلا ما توافق مع مصالحهم وانسجم من تطلعاتهم.

في المملكة العربية السعودية نعيش حالة مختلفة بكل أبعادها وتفاصيلها، سواء في علاقة الحاكم مع المحكوم أو قل مع الشعب، أو علاقة الشعب مع حاكمه رؤية ولحمة وانسجم.. نحن هنا لنا كامل الحق والحرية في أن نخاطب الملك متى ما شئنا وبأي طريقة نشاء، فسياسة الباب المفتوح المبنية على تعاليم ديننا الإسلامي تمنحنا كامل الحرية في التواصل مع القيادة وإبداء الرأي وتقديم المشورة دون خوف أو وجل.

شيء جميل يتصف به المواطن السعودي وهو وإن قال وقال وأنتقد إلا أنه متفق على شيء واحد وهو بقاء الحكم وعدم المساس بهذا الكيان، فلا أسرة غير آل سعود يريدها، ولا نظاماً غير الملكية يتطلع إليه.

في مبايعة الأمير مقرن بن عبد العزيز تجلت مظاهر لحمة الأسرة الحاكمة أولاً ولحمة الشعب مع قيادته ثانياً، في مظهر يسر الأصدقاء ويغيض الأعداء، فكبار الأسرة الحاكمة كانوا حاضرين، عموم الشعب كانوا متدفقين مبايعين فرحين.

في مبايعة الأمير مقرن وقفتُ شاهداً على نهضة فكرية سياسية يتمتع بها السياسي السعودي والمواطن العادي، وقفت مزهواً بوطني وقيادتي وأهلي في مظهر لا يمكن أن يتكرر في غير هذه الأرض.

في مبايعة الأمير مقرن قلناها جميعاً نبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، سلماً لمن سالمكم، حرباً على من عاداكم .

أبقى الله بلادنا كما هي قبلة للمسلمين عبادة، قبلة لهم أمناً ورخاءً.

والله المستعان..

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب