Saturday 12/04/2014 Issue 15171 السبت 12 جمادى الآخرة 1435 العدد
12-04-2014

د. الربيعة وبكاء العافية

خرج من غرفة العمليات الجراح دكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة ليقول لمذيع الإخبارية إن الطفلين (التوأم) العراقي كريس وكرستيان تم فصلهما ورفعت عنهما الأجهزة وسمعت بكاءهما وهو بكاء الشفاء، هذا ما قاله الجراح دكتور الربيعة، لكن لم يكن في البال أن يكون للبكاء وجه آخر هو وجه العافية... البكاء ارتبط بالحزن، الفواجع، المآسي، والعالم من حولنا في وطننا العربي منذ حروب 56م، 67م، 73م، وما تلاها من حروب الخليج ثم حروب الربيع العربي والوطن العربي يعيش البكائيات والدموع، لم يكن بكاء فرح أو عافية كما أطلق عليه الربيعة، هذا أعادني إلى فرح الأطباء أثناء الولادة عندما يدخلهم السرور وهم يسمعون صوت الطفل باكيا ودموع الأم تنهمر باعتباره من المعطيات لقياس المؤشرات الحيوية للأم والطفل.

بلادنا تفتخر بأنها وصلت إلى رقم (32) عملية فصل توائم سيامية منذ عام 1990 وبنسبة نجاح 80 في المائة، ونفخر بأن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني قد تميزت بالعمليات المعقدة، وهذا دافع لتأسيس مدن طبية تتميز بالناحية العلاجية والجراحية، كأن يكون لنا مدن طبية متخصصة في: القلب، الكبد، الكلى السرطان، العظام، الأعصاب. فالنجاح الذي حققته مدينة الملك عبدالعزيز الطبية يجب أن يكون دافعا للمدن الطبية في وزارات: الصحة، التعليم العالي، الدفاع، الداخلية ومستشفيات القطاع الخاص، تكون دافعا لتحويل بعض أقسامها إلى عيادات تخصصية من أجل العلاج وزيادة كفاءة الأطباء السعوديين كما تحقق في مدينة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني.

دكتور عبدالله الربيعة الجراح والوزير أصبح قدوة للأجيال الطبية ممن هم في غرف العمليات وفي العيادات، أو حتى ممن هم على مقاعد الدراسة في كليات الطب، نحتاج في بلادنا إلى الرمز العلمي المتميز النموذج القدوة لأن بلادنا راهنت -بعد توفيق الله- على الكوادر البشرية وعلى الطاقات من أبنائها، وعلى من هم في الجامعات السعودية والجامعات العالمية من الطلاب، وذلك للنهوض في وطننا وخلق معادلة الكوادر البشرية القادرة على التغيير ونقل المعرفة الطبية والهندسية والتقنية إلى بلادنا وجعلنا من المصدرين لها كبدائل أو مساند لمواردنا النفطية.

دكتور عبدالله الربيعة وأطباء آخرون اليوم يمثلون الرمز والقدوة لجيل من أطباء وجراحين شباب.

مقالات أخرى للكاتب