Saturday 19/04/2014 Issue 15178 السبت 19 جمادى الآخرة 1435 العدد
19-04-2014

تخصصي العيون وفتح جديد

نعم إنه فتح علمي جديد استشعرت أهميته من التركيز والاهتمام البالغين عليه من العلماء والمختصين في طب وجراحة العيون، إنه مختبر زراعة الخلايا الجذعية لقرنية العين بشقيه الإكلينيكي والبحثي، الذي أنشأه مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، ويعد الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط، وأحد المختبرات القليلة على مستوى العالم في هذا التخصص، ولقي افتتاح المختبر والندوة العلمية المصاحبة له يوم السبت الموافق 12 أبريل برعاية معالي نائب وزير الصحة الدكتور منصور الحواسي وعدد من المسئولين ونخبة من العلماء المختصين من داخل المملكة وخارجها صدى واسعاً وتغطية إعلامية مميزة نظراً لأهمية الحدث وعوائده الصحية التي ينتظرها مرضى العيون لاسيما من هم بأمس الحاجة لخدمات مثل هذا المختبر العلمي المتقدم، وكما قال المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الدكتور عبد الإله الطويرقي فإن المستشفى وبحسب مكانته المتميزة بين مستشفيات العيون بالعالم التزم بتوفير أفضل وأعلى مستوى من الرعاية الطبية التخصصية في علاج أمراض العيون مدعومة بإجراء البحوث التطبيقية والإكلينيكية مع التوسع في برامج التعليم والتدريب، وكان من ثمرة هذا التوجه إنشاء المختبر الذي يهدف إلى تحضير الخلايا الجذعية للقرنية التي بدورها ستمكن أطباء المستشفى من علاج الكثير من الحالات المرضية التي تسبب العمى ولم يكن ممكناً علاجها في السابق، والمختبر مصنف من الفئات المتقدمة المجازة من المواصفات الفيدرالية ذات الضغط الموجب، وجميع تجهيزاته المعملية مصنوعة من الصلب المقاوم لنمو البكتيريا، ويحتوي على حاضنة لحفظ الخلايا وخزانات معقمة ومجهر خاص بفحص الخلايا الجذعية، ومزود بأجهزة للتحكم بالرطوبة النسبية وتعقيم الهواء تعمل بطريقة تلقائية، وحوائطه مضادة لنمو الأحياء الدقيقة ويفتح ويغلق بواسطة الخلايا الضوئية دون اللمس بالأيدي.

قد لا يشعر بعضنا بهذه الخدمات الجليلة التي يقدمها المستشفى بجهد دؤوب من إدارته النابضة بحيوية الشباب وعقلية العلماء النابهين وبقلوب إنسانية وطنية تنشد الخير وخدمة الجميع، تنفيذاً لتوجيهات سديدة من ولاة الأمر الذين يدعمون بسخاء مادي ومعنوي كل جهد مبارك ومخلص لخدمة الوطن والمواطن والمقيم، قد يظن البعض أني إنما أنمق هذه الجمل والكلمات لمجرد المديح والإطراء، غير أني أتحدث عما لمسته وعايشته من خدمات المستشفى الراقية المتقدمة وهو ما يتحدث به وعنه غيري من مواطنين ومستفيدين من خدماته من خارج المملكة من دول عربية وصديقة تلقوا العلاج فيه ولا زالوا يثنون على حسن الرعاية وبالغ الاهتمام، ثم إن عين الصحافة يجب أن تكون وسطية متزنة منصفة تقول الحقيقة ومن ذلكم الإشادة بالمنجزات والشكر والعرفان لمن سعوا إلى تحقيقها، وفي مراحل احتفالية افتتاح المختبر وأثناء الجولة بين الأقسام كنت أنظر بحسرة ممزوجة بإعجاب وفخر لا أدري كيف أفسره، فالآلات والأجهزة وكل ما يرتبط بها يوحي بشيء فائق الإتقان، وحسرتي مبعثها أني لا أفهم شيئاً عن كل ما أمامي سوى أنها لعلاجي وأمثالي من ضعاف البصر وهذا ما يجلب السعادة والفخر بأن هناك من سخرهم الله ليعملون ويتعبون من أجل راحتنا، ويجتهدون ليحققوا لبلادهم وإخوانهم المواطنين كل هذه الإنجازات التي لم تحققها سوى دول قليلة في أنحاء المعمورة.

t@alialkhuzaim

مقالات أخرى للكاتب