Monday 21/04/2014 Issue 15180 الأثنين 21 جمادى الآخرة 1435 العدد
21-04-2014

خالد الفيصل رجل المهمات الصعبة: وقفات! (2/2)

وبعد:

* فمهما أمطرت سحائب القلم هذا الحديث قراءة وتأملاً لتجربة سمو الأمير خالد الفيصل التنموية، استهداءً بما ضمه كتابه الجديد (من الكعبة وإليها بناء الإنسان.. وتنمية المكان)، ومن قبله كتابه الأول عن تنمية عسير (مسافة التنمية وشاهد عيان)، فلن يستطيع أن يستوعب وهج التجربة بشقَّيْها وصفاً دقيقاً ومنصفاً. وأختم حديثي بعدد من الوقفات الموجزة حول التجربة المبدعة للتنمية التي صاغها سموه فكراً وتاريخاً وحدثاً.

* * *

الوقفة الأولى:

* تأكيداً لعنوان هذا الحديث، أوقن بأن سمو الأمير خالد الفيصل هو بحق رجل المهمات الصعبة والقادر - بعد عون الله ثم دعم وتأييد قيادتنا الحكيمة الملهمة - على التعامل معها بالحكمة والعمل الشاق والمتابعة لكل دقيق وجليل في كل المهام التي أوكلت إلى سموه، بدءاً بإمارة منطقة عسير في عهد والده الشهيد الملك فيصل - طيب الله ثراه - مروراً بإمارة منطقة مكة المكرمة، التي منحه الثقة الكريمة بتوليها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله عام (1428هـ)، وكانت تلك المهمة منذ اللحظة الأولى (درباً من المعاناة)، لا يفارقه هاجسها، وانتهاءً بحقيبة وزارة التربية والتعليم.. تلك المنظومة المثقلة بالتحديات وبالأمل والطموح يتغيّى بها سموه الارتقاء بهذا المرفق الحضاري، وعلاج عثراته وتأهيله لمواجهة أعباء الحاضر وأماني المستقبل.

* * *

الوقفة الثانية:

* الذين يعرفون خالد الفيصل، الإداري والمفكر والإنسان، يدركون حرصه الشديد على إنجاز ما يوكل إليه من استحقاقات بامتياز، يؤطره الاهتمام بأدق التفاصيل، ويقدرون حرصه الدائب والدائم على متابعة كل مرحلة من مراحل الإنجاز، ومحاسبة المقصر في أداء أي جزء منها؛ لذا نجحت تجربته الأولى في عسير حتى غدت حديث الناس، ونجح في تجربته الثانية بمكة المكرمة، رغم الشدائد والصعاب المتراكمة في بنيتها التنموية.

* * *

الوقفة الثالثة:

* إن المتأمل لسيناريو التنمية في منطقتَي عسير ومكة المكرمة يستنتج بقليل من عناء أن سمو الأمير خالد الفيصل قد سَنّ (تعريفاً جديداً) لمفهوم الإمارة، بتفعيل دورها في تحقيق غايات حكومتنا الرشيدة؛ إذ احتضن سموه مهمة (الفاعل) لحراك التنمية لا المراقب أو المتابع له. وكم نتمنى شيوع هذا المفهوم في إدارتنا المحلية؛ فالإمارة - بحق - ليست (ضابط أمن) فحسب بل فاعلاً مبادراً ومنجزاً للتنمية بدءاً ونهاية.

* * *

الوقفة الرابعة:

* إن ما سبق من حديث ليس سوى قراءات سريعة لحراك تنموي فاعل، اقترن بسمو الأمير خالد الفيصل اسماً وسيرة، على مدى نصف قرن تقريباً. مؤكداً في الوقت ذاته أن هذا الحديث بشقيه لم ينصف سيرة الإداري والتنموي والحاكم الملهم خالد الفيصل، وإنما حاول رسم خطوط عريضة وسريعة، تتناول بعض ملامح حراكه التنموي. ويقيني أن هذا الحراك يستحق جهداً بحثياً معمقاً ودقيقاً، يضع التجربة في نصابها العادل والصحيح، إبراءً للأمانة الوطنية، وإنصافاً للذمة العلمية والأخلاقية!

مقالات أخرى للكاتب