Tuesday 22/04/2014 Issue 15181 الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1435 العدد
22-04-2014

الأمير سلمان: الرأي .. السياسة .. والاقتصاد

عُرِفَ عن سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز قُربه من الإعلاميين عامة، وكُتّاب الرأي بخاصة، وتواصله الدائم معهم، واهتمامه بنتاجهم الفكري، ومتابعته لما يكتبون.. شغفه المبكر بالصحافة حمله على الغوص في أعماقها، وسبغ أغوارها، واكتشاف جوانبها المضيئة والمعتمة، بفكر منفتح وقلب كبير يحمل الحب والتقدير حتى مع من يختلف معهم في الكتابة.

. بات الحوار المباشر وسيلته، والمعلومة النقية حجته، والحقيقة هدفه، والكلمة الناصحة غايته.

في استقباله أعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية لكتّاب الرأي (رأي)، ردد الأمير سلمان مقولة: «رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي»، وميّز بين النصيحة الصادقة، والكلمات الفاضحة التي تُنشر بقصد الإثارة، وشدد على أهمية «الرأي» في البناء والتطوير وبما يخدم وينفع الوطن والمواطن، وركز على أهمية الجمعية وضرورة وجودها وبما يحقق المصلحة العامة.

أبدى سمو ولي العهد متابعة دقيقة وإلماماً تاماً بما يكتب في الصحافة، فتحدث بلغة الناقد الحصيف لا المسؤول الآمر، وتصفح بعض محتويات الملف الصحفي الذي عادة ما يبدأ يومه بقراءته.. تحدث بشفافية، وتقدير لكتّاب الرأي، ولم يخف تحفظه على بعض ما يُكتب في الإعلام، وإن كنت أعتقد أن العمل الصحفي لا يخلو من شطحات يمكن إصلاحها بالمعلومة الدقيقة والتواصل المثمر بين الكاتب والمسؤول.. فالكتابة الصحفية في حاجة دائمة إلى تدفق المعلومات التي يمكن أن تُبنى عليها المقالة، وكلما شحت المعلومات اجتهد الكاتب في الاستنتاج، ما قد يتسبب في اختلاف الرؤى، وبالتالي المخرجات النهائية. أجزم بأن الشراكة المعلوماتية بين الكاتب والمسؤول قادرة على تغذية الفكر، وإنارة المناطق المُعتمة، وتقليص أخطاء الكتابة.. الأمر لا يرتبط بالإعلام الداخلي فحسب، بل يرتبط أيضاً بالإعلام الخارجي، الذي يتحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن بالكلمة الصادقة النزيهة.. ترجمة بعض مواقع الصحف السعودية قدمت خدمة لمراكز البحث العالمية التي باتت تتابع نتاج الكتّاب السعوديين، وترصد توجهات الرأي العام من خلالهم.. لم أتفاجأ حين قرأت بعض التقارير الطبية العالمية عن المملكة، وقد استسقت معلوماتها الرئيسة مما نُشر في صحفنا المحلية حيال بعض قضايانا الصحية الحساسة، الأمر نفسه يتكرر في التخصصات الأخرى.

وضوح الرؤية الوطنية، والإستراتيجية العامة، والتوجهات الإعلامية، إضافة إلى تدفق المعلومات من مصادرها تُعين الكاتب على القيام بدوره المسؤول تجاه قضايا الوطن، والدفاع عنها.

تدفق المعلومات المتنوعة بانسيابية من الأمير سلمان بن عبد العزيز، واسترساله في شرح بعض القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية بشفافية مطلقة، يؤكد على أنها قاعدة مؤسسة الحكم في التعامل مع كتّاب الرأي والإعلاميين، وهو ما لمسته وإخواني أعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية لكتّاب الرأي.

تحدث الأمير سلمان عن الشأن السياسي، وشدد على أهمية الأمن والاستقرار في بناء الدولة، وأطنب في التاريخ، وكيف تحولت الدويلات المتقاربة التي كانت تشكّلها القرى المتجاورة إلى مملكة موحدة يأمن فيها الجميع ويتنعمون بخيراتها ويتنقلون فيها من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن الخليج العربي إلى البحر الأحمر بطمأنينة وسلام. أتفق تماماً مع الأمير سلمان في تأكيده على أهمية الأمن والاستقرار، ومطالبته الكتّاب بترسيخ هذا الجانب، وبما يحقق مصلحة الوطن والمواطن.

نعمة الأمن والاستقرار من النعم الظاهرة التي قد يتغافل عنها كثير من المواطنين، وأجزم بأن ما تنعم به هذه البلاد من خيرات لم يكن ليتحقق، لولا الله ثم الأمن والاستقرار.. فكم من دول قريبة تعاني من الفقر والعوز والتفكك برغم امتلاكها ثروات نفطية وطبيعية مهولة.. فقدت الأمن والاستقرار ففقدت ثرواتها وانهارت اقتصادياتها، وأصبحت شعوبها تبحث عن الأمن والاستقرار والغذاء فلا تجده.

عوداً على بدء، أثرى الأمير سلمان بن عبد العزيز، أعضاء المجلس بأطروحاته المتدفقة، ومعلوماته الغزيرة ذات العلاقة بالصحافة، التاريخ، السياسة والاقتصاد، والتي أحاطها بغلاف الأديب القاص المتمكن في السرد، المتعمق في الفكرة، وحَمَّل الأعضاء مسؤولية الكتابة المثمرة المحققة لخدمة الوطن والمواطن، وقدم لهم الدعم والمساندة، وبارك انطلاقة الجمعية التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون المظلة الداعمة لجميع كتّاب الرأي في المملكة، وأن تحقق أهدافها الفكرية، والوطنية، بإذن الله.

f.albuainain@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب