Friday 25/04/2014 Issue 15184 الجمعة 25 جمادى الآخرة 1435 العدد
25-04-2014

ملكٌ يعيش مع شعبه في الضراء قبل السراء

بكَّر خادم الحرمين الشريفين قدومه إلى منطقة مكة المكرمة، وبالتحديد إلى محافظة جدة التي كثُرت الإشاعات عن تمكُّن فيروس كورونا من الانتشار فيها، مما أدى إلى حصول نوع من (الفوبيا) من هذا الفيروس الذي أصبح الحدث الأهم على كل لسان، واهتمام كل إنسان ليس في جدة، بل وفي كل أرجاء المملكة.

صحيح أن ارتفاع حالات الإصابة بالمرض المُتسبب به الفيروس التي وصلت حتى أمس إلى 272 حالة منذ عام 1433هـ، حينما أُعلن عن أول حالة، إلا أنه ووفق تصنيفات منظمة الصحة العالمية لا يُصنَّف كوباء، فهو وحتى الآن تحت سيطرة خاصة وأن الإمكانيات في بلد كالمملكة العربية السعودية والحمد لله، قادرة على محاصرته والقضاء عليه بعون الله، وتتكثَّف الجهود السعودية المعززة بالخبرات الدولية، سواء بالعمل على إيجاد لقاح لمواجهة الفيروس والقضاء عليه، وتطوير وسائل العلاج والحد من حالات الوفاة - بإذن الله -.

كل هذا يُراقبه المواطنون والعالم أجمع، ولنا ثقة كمواطنين بأن الدولة لن تقصر في هذا، كما أن العالم وبالذات المنظمات المتخصصة كمنظمة الصحة العالمية، ومراكز البحث العالمية الطبية، والجامعات التي تهتم بتصنيع الأدوية واللقاحات جميعها تتعاون مع المملكة، وترى في ذلك فرصة للعمل مع دولة لا تبخل بالصرف على مثل هذه الأبحاث لمنفعة البشرية جمعاء، وهو ما يُبشر بسرعة الوصول إلى علاج للمرض، وإلى لقاح فعَّال لمواجهة الفيروس المُسبب.. عزز من ثقة هذه الجهات العلمية وجعلها أكثر حرصاً على التعاون مع المملكة العربية السعودية، حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن يقود هذه الجهود شخصياً، ومن قلب المعركة إن جاز التعبير.

فالملك - حفظه الله - يُجسِّد بصدق القول الأثير: (معكم في السراء والضراء)، إذ إنه حرص على الوصول إلى جدة والتبكير بالقدوم إليها قبل الوقت المعتاد، ليؤكد لأبناء المملكة أنه معهم في الضراء فعلاً وليس قولاً، كما أنه بهذا الفعل يؤكد لمن يتداول الإشاعات بأن ليس كل ما يُذكر عن تفشي المرض وانتشار الفيروس صحيح، وأنه - حفظه الله - يشارك مواطنيه آلامهم والمخاطر التي يتعرضون لها إن وجدت، كما أن وجوده في قلب معركة مواجهة هذا الفيروس الغامض لا بد أن يُصعِّد من جهود الجهات الصحية المتخصصة التي لا نشك لحظة واحدة بقدرتها على تجاوز هذه الحالة التي أثارت موجة من الإشاعات التي يجب أن تتوقف، خصوصاً بعد أن لمس الجميع مقدار الجهد والعمل الذي يُبذل لمحاصرة الفيروس والقضاء على المرض، ومشاركة جهات علمية كبرى من كافة الدول وإسهام جامعات عالمية ومراكز علمية متخصصة، وهو ما سيُحقق مطلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في أن يتحقق أقصى درجات الأمن الصحي وتحصين المملكة - مواطنين وقادمين - لها من أية أخطار.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب