Monday 28/04/2014 Issue 15187 الأثنين 28 جمادى الآخرة 1435 العدد
28-04-2014

عماد الدين أديب وفيصل القاسم: وجهان لعملة مختلفة

* عمادُ الدين أديب وفيصل القاسم وجهان إعلاميان لعملة مختلفة! فهما يتفقان في شيء ويختلفان في أشياء! وإليك عزيزي القارئ التفصيل!

* كل منهما (يفتن) البصرَ، ولكن لسبب مختلف!

* الأول.. مفرطٌ في الحجم.. طولاً وعرضاً!

* والثاني.. معتدلُ الحجم.. لكنه مفْرط في الاهتمام (بمساحيق) الوجه والبشرة والشعر، حتى ليخاله المرءُ قالباً من شمع!

* * *

* كلّ منهما (يحترف) الجدل حول قضايا متفرِّقة عبر برنامجين مختلفي المكان والهُوية والتوقيت!

* لكنهما جدُّ مختلفان في (آلية) الجدل وأخلاقياته.

* الأول يتحدث بـ((هدُووووءٍ)) تسيّره لغةُ العقل الهادئ أو الهدوء العاقل، لا تشكو عباراتُه عِوَجاً ولا تكلُّفاً ولا عُنفاً!

* والثاني يطلقُ كلماتِه (قذائفَ) ساخنةً عبر (الحدود) النفسية لضيف البرنامج استفزازاً، حتى ليكادُ من فَرْط اشتعاله بحمَّى الكلام أن (يُحرقَ) نفسهُ ومَنْ حوله!

* * *

* كلماتُه ساخنةُ سخونةَ العنْفِ الرابضِ في صَدره، لا فرق في ذلك إنْ كان يقدّم ضيفاً أو يطرح موقفاً!

* * *

* كلاهُما مثيران..

* لكنهما جدُّ مختلفان في ذلك غايةً ووسيلةً..

* الأول.. لا يعتمدُ الإثارةَ وسيلةً ولا يتَعمَّدها غايةً، بل ينثر كلماتِه على الأسماع دون استفزاز لعقل الضيف المحاور.. أو استنفار لوجدان المشاهد!

* * *

* أما الثاني فهو يعتمدُ الإثارةَ.. ويتعهَّدُها في آنٍ.. وسيلةً وغاية!

* يحوّل منبرَ الحوار إلى حلبة (مصارعة حرة) تتبَارىَ فيها الألسنُ والحناجرُ، والعضلاتُ أحياناً!

* يختلط حابل هذا.. بنابل ذاك!

* فيرتبك المتحدث..

* ويغضبُ المشاهد..

* و(تنتحر) القضيةُ في مذبح الهياج.. باسم حرية الفكر!

* حينئذٍ.. يتمنّى المشاهد لو كانت له حيلة فيخترق جدارَ الشاشة فكَّاً للاشتباك.. وإنقاذاً للأعصاب.. وانتصاراً للأخلاق!

* * *

وبعد ..،

* فإن برنامج (الاتجاه المعاكس) الذي تطرحه قناة (الجزيرة) القطرية.. بات نفسه قضيةً.. بلا قضية، سوى الإثارة! وأتساءل كثيراً: ما الفرقُ بين هذا البرنامج أداءاً ومضموناً و(كوميديا) المصارعة الحرة، في نسختيْها الأمريكية والدولية!!

* لقد جنَى الدكتور فيصل القاسم على نفسه وعلى ضيوف (حواراته)، بعلم ووعي وسابق إصرْار، حين جعل (الإثارة) فيه قضيةً، فحوّله من منبرٍ للحوار إلى (أتون) لسلق الأعصاب!

* * *

* نَعمْ لحرية التعبير.. لكنّ لها في كل زمان ومكان حدوداً إذا تجاوزتها.. غدتْ حماقةً لا تُحْمدُ لها عُقْبَى!

* هنا، ربَّ سائل يسأل: هل من العدل أن تحمَّلوا فيصل القاسم الوزرَ كلَّه!!

* وأجيب بأن فيصل القاسم جزءٌ من منظومة استفزاز شاملة تمارسه (الجزيرة) استجابةً (لأجندا معينة) ولأسباب وتداعيات لا يدركُها إلاّ الراسخون في أسرار (كيمياء) الإعلام!

* نَعمْ .. ليسَ هو الملومَ وحدَه، بل (الجزيرة) التي تمارس (عنْترياتِها) باسم الفكر.. على صفيح ساخن جداً!!

مقالات أخرى للكاتب