Monday 28/04/2014 Issue 15187 الأثنين 28 جمادى الآخرة 1435 العدد
28-04-2014

المليك كريم والعروس تستاهل

مساء يوم الخميس القادم لن يكون حدثاً رياضياً اعتيادياً هناك في عروس البحر جدة الفاتنة, وفي توقيت تاريخي يصادف الذكرى التاسعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله. سيكون محظوظاً من تأهل البارحة لنهائي كأس الملك، ليس لأنه سينال شرف الوصول لهذه المباراة والسلام على القائد الوالد فحسب، وإنما لأنه سيسجل اسمه بحروف من ذهب في افتتاح استاد الملك عبدالله الذي يُعد واحداً من أجمل وأرقى الملاعب العالمية.

علينا في هذه المناسبة التاريخية والمنجز الوطني العملاق أن نفرح ونفخر بإقامة مشاريع كهذه، هي بمنزلة الهدية الغالية من خادم الحرمين الشريفين، ليس لأبناء جدة وحدها بل للرياضيين وللشعب السعودي عموماً. نحن بأمسّ الحاجة في هذا الوقت لتغيير لغة السخط والتوتر والانفعالات، والانتقال إلى أخرى أكثر إشراقاً وبهاء وتفاؤلاً باتجاه جماهير تريد الاطمئنان على مستقبل رياضة الوطن، وخصوصاً في مجال المنشآت التي ظلت مثار انتقاد وقلق وخوف الجماهير الرياضية في السنوات الأخيرة وفي مواقف معروفة ومؤسفة..

شكراً لخادم الحرمين الشريفين، شكراً لاهتمام ومتابعة الرئيس العام لرعاية الشباب، للعملاقة شركة أرامكو التي واصلت تميزها ونجاحها، وأثبتت أن لا مستحيل مع قوة الإرادة وجودة الإدارة. هنيئاً لنا وللأحبة في جدة الذين صبروا طويلاً وتحملواً كثيراً عناء وعذاب ذلك الملعب البائس غير اللائق بمكانة وعراقة وشعبية وتاريخ كرة القدم الجداوية.

إلى متى طاستنا ضائعة؟

يقول الأمير نواف بن فيصل في مداخلة له مع برنامج (بين الأقواس): أبدى وزراء الشباب والرياضة الخليجيون أثناء اجتماع الكويت الأخير استغرابهم مما يحدث عندنا في هذا الموسم. كما أكد سموه في المداخلة ذاتها أن الإعلام السعودي كان إلى وقت قريب الأقوى، ومن تهابه وتحترمه القارة الآسيوية. ومثله يشير الزميل خلف ملفي في مقالة نُشرت له تحت عنوان (الإعلام السعودي الأضعف خليجياً) إلى ضرورة إنشاء اتحاد أو هيئة خاصة بالإعلام الرياضي أسوة بالدول الأخرى، وتحديداً الخليجية منها.

لا أحد يتجاهل أجواء الاحتقان والصدامات والتجاوزات التي باتت تسيطر على الوسط الكروي السعودي، وبخاصة في هذا الموسم. شخصياً، أرى أن البرامج الرياضية التلفزيونية هي التي تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية التأجيج باعتمادها على الإثارة المفتعلة والفارغة من المضامين والأصول المهنية، لدرجة أن بعضها تختار أسماء معروفة بتماديها وتهورها، ليس في الصحافة الورقية وإنما في التويتر والصحف الإلكترونية، وأحياناً منتديات الأندية، إضافة إلى تدخل العلاقات الشخصية، وقبل ذلك ميول القائمين على هذه البرامج.

الوضع المتأزم والخطير على المجتمع والوطن بوجه عام الذي نمر به حالياً، والمرشح للتفاقم مستقبلاً، يحتاج في تقديري إلى اهتمام وتعاون الجهات ذات العلاقة، والعمل بجد وبحس وطني مسؤول لإصلاحه بأنظمة وتشريعات واضحة وصارمة تشمل الجميع, وكذلك إنشاء هيئة أو رابطة كالتي طالب بها الزميل خلف لتكون جهة تشرف وتنظم وتعنى بمتابعة ومراقبة ما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة. نعم، إنه وضع لا يحتمل السكوت أكثر، وحتى لا يصل إلى النقطة الصعبة واللاعودة..!

وش بقى ما ظهر

قلت في بداية الموسم وبعد أحداث ومواقف أثارت جدل الوسط الرياضي إنه بقدر ما إن لجنتي الاحتراف والمسابقات ستكونان إضافة ومصدر قوة وإنصاف وتقدير لاتحاد الكرة فإن العكس تماماً يسري على لجنتي الانضباط والحكام، وإن أخطاءهما لا تقف عند حدود اللجنتين والأندية المتضررة فقط، وإنما سيكون تأثيرها السلبي على سمعته وقيمته واحترامه واستقلاليته بصفته اتحاداً منتخباً..

الآن، وبعد أن أصبحنا في الأسبوع الأخير من الموسم، ها نحن أمام حصيلة مزعجة من القرارات والتصرفات الغريبة والمسيئة للاتحاد وللكرة السعودية الباحثة عن مخرج لأزماتها وانكساراتها في السنوات الأخيرة.

الأمر لم يقتصر كما يتردد على ناد فَقَد المنافسة، أو آخر هبط، بل شمل معظمها إن لم يكن جميعها، باستثناء ناد واحد هو النصر. الجميع اشتكى من تناقضات وتعسف لجنة الانضباط، وفي حوادث مكشوفة، ومن كوارث الحكام وعناد اللجنة لدرجة أن الفضائح بدأت تتفجر من داخل اللجنة، ومن حكام وجهوا لها اتهامات أشنع وأبشع وأخطر من مجرد أخطاء تحكيمية؛ الأمر الذي تسبب في نشر فوضى عارمة غير مسبوقة، جعلت البعض لا يتوانى ولا يخاف من أن يتهم هذا بالرشوة وآخر بالتلاعب بالنتائج وثالثاً بالدفع الرباعي ورابعاً بالفيلم الهندي وخامساً بتعاطي المنشطات..

في مواسم سابقة كنا دائماً نتذكر ونكرر ونعيد ونزيد ونتلاسن ونتذمر ونشكك لسنوات حول خطأ تحكيمي أو انضباطي واحد أو قرار تأجيل مباراة، أما اليوم فالأرقام تصنف الموسم الحالي كواحد من أغرب وأسوأ المواسم الكروية؛ لذلك قبل أن تتطور الأمور باتجاه ردود أفعال رسمية صارمة وعنيفة بحق كرتنا السعودية أندية ومنتخبات من قِبل اتحاد الاتحاد الدولي (الفيفا)، أعود لنفس ما ذكرته بداية الموسم بضرورة أن يسارع رئيس اتحاد الكرة الأستاذ أحمد عيد لمراجعة حساباته بإلمام وتغيير أسلوبه المتسامح والمستسلم أحياناً مع ضغوط ونفوذ وتدخلات البعض، والمبادرة إلى اتخاذ قرارات حاسمة تحميه وتنقذ الاتحاد من سقوط يصعب احتواؤه ومعالجته والخروج منه بسلام..

من الآخر

· قرار لجنة الانضباط بمعاقبة رئيس الشباب خالد البلطان لم يشر إطلاقاً للعنصرية؛ وبالتالي فإن مضامينه التي بنت عليها العقوبة تعد إدانة لها بحكم أنها لم تصدر أية عقوبة ضد رؤساء وأندية أطلقوا اتهامات وعبارات فيها من المخالفات القانونية المثبتة والمعلنة مما هو أقسى وأخطر بكثير مما صرح به البلطان..!

· يقول رئيس لجنة الانضباط: لم نعاقب الأمير فيصل بن تركي على حركة (فركة الخشم) لأنه سبق أن فعلها الأمير محمد بن فيصل ولم يعاقب. طيب، كانت هذه قبل سبع سنوات، لكن فعلها طارق النوفل في الموسم قبل الماضي وعوقب..!!

· يا اتحاد الكرة.. احمدوا ربكم أن النادي المتضرر من أخطاء لجنة الحكام وتناقضات لجنة الانضباط هو الهلال النائم في سبات اللامبالاة، وإلا لو رفعها إلى الفيفا لكان هناك علم آخر..!

· دليل ضعف الهلال: عجزت إدارته الموسم الماضي عن إلزام اتحاد الكرة الاستعانة بحكام أجانب في بطولة كأس الملك، بينما فعلها الشباب هذا الموسم أمام النصر ثم أمام الاتفاق، وكذلك الاتحاد والأهلي في ديربي البارحة.

abajlan@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب