Saturday 03/05/2014 Issue 15192 السبت 04 رجب 1435 العدد
03-05-2014

المالكي .. سذاجة التفكير وحماقة التدبير!

في الوقت الذي يعاني فيه العراق مما دهمه من قطار الفساد، ومن تفشي القتل، وسيطرة أيديولوجيات لا يتفق معها عامة الناس، فقد عدت كتلة الكرامة العراقية بأن - رئيس الوزراء العراقي - نوري المالكي، يحاول إثارة الرأي العام العراقي ضد المملكة العربية السعودية، بعدما فشل في حشد التأييد اللازم؛ للحصول على ولاية ثالثة، رغم تأجيجه نيران الطائفية في البلاد، بل جدد التحذير من حصوله على مبتغاه، معتبراً: «أن ذلك يعني استمرار تأزم العلاقات مع الدول الأخرى، وتهديداً لوحدة العراق، وتماسكه الوطني».

لم يف المالكي بوعوده فيما يخص عملية المصالحة، ومشاركة جميع القوى السياسية في عملية إدارة البلاد، والوصول بالمكونات العراقية الكبرى نحو شاطئ الأمان، فتملّكه الاستبداد؛ حتى وإن وصل إلى السلطة بإرادة خارجية، باعتبار أن الحقائق السياسية باتت ثابتة على الأر ض.

في ظل احتدام الخلافات الداخلية بين المالكي، وشرائح عديدة داخل العراق، - خصوصاً - مع اشتداد الانهيار الأمني في الأشهر الأخيرة، والتي من أهمها: خصومته مع سنة الأنبار، فإن مواقف المالكي الطائفية البغيضة، وعداءه للديمقراطية في العراق، وانسياقه خلف المصالح المؤقتة، - كلها - أمور لا يمكن أن تخطئها العين. فانتماؤه المذهبي، وتأثيراته المرجعية الدينية، هما - مع الأسف - حسابات مرحلية يرددهما على الأقل في المرحلة الراهنة؛ من أجل كسب أصوات قوى الإسلام السياسي، وربح نقطة جيوسياسية فيها؛ حتى يُصوّت له في الانتخابات القادمة، ظناً منه أنه يستطيع استغلال الأوضاع السياسية المضطربة في المنطقة.

ولأن الحديث قد شاع كثيراً حول التلاعب بنتائج الانتخابات، إلا أن الانتخابات النزيهة - في تقديري - ستشكل واحدة من أهم الزوايا للديمقراطيات الناجحة، شريطة أن يُنأى بها عن سيطرة أيدييولوجيات مشبوهة، لا يتفق معها المجتمع العراقي؛ من أجل بناء جدار جيوسياسي يحمي دول الخليج العربي، والمنطقة العربية - برمتها - من المغامرات الإيرانية غير المحسوبة، والعمل على إفشال جهود الملالي في أن تجعل احتلالها للعراق أمراً مقبولاً.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب