Wednesday 07/05/2014 Issue 15196 الاربعاء 08 رجب 1435 العدد
07-05-2014

فيلم داعش

قدّم المخرج الشاب عبدالرحمن عايل على اليوتيوب فيلماً قصيراً مدته خمس عشرة دقيقة يعرض فيه تجربة شاب سعودي غرّر به وذهب للحرب في سوريا ليجد نفسه أسيراً في قبضة تنظيم داعش ونحروه نحراً كما تنحر الشاة تحت أصوات التكبير والتهليل.

وفي حيلة سردية جيدة ومتميزة تعود روح الشاب لترى كيف يتم استقبال الأب المنهك الحزين لخبر استشهاد ابنه من قبل مشايخ التغرير فكانت عبارة (أبشر بالخير ولدك استشهد، أبشر بالخير، أبشر بالجنة).

وعلى ترنح جسد الأب وخطوه المتعثر في المسجد ينتهي المشهد وينتقل المشهد إلى منزل المغرّر به وعلى صوت نحيب الأم وبكاء الأخت يقف الشاب يتأمل بحزن وألم أسرته وهي تبكيه وتنعيه يحاول أن يسمعهم صوته وهو يقول سامحوني لم أكن أعلم أن هذا سيحدث.

وذروة مشاهد الفيلم وعقدة السرد تتبدى في غرفة المسجد السرية، حيث يجمع إمام المسجد التبرعات ثم يهاتف مقاول قصره ليتفق معه على إتمام بنائه.

ويحاول الشاب المغرّر به طرح أسئلة على الإمام عن السبب الذي دفعه لإقناعه للذهاب إلى بلاد الحرب.

ثم تنتقل الكامير لمجموعة من الناشئة يتحلّقون حول الإمام ذاته يسمعون منه درساً عن قيمة الجهاد في سبيل الله وفضل الانخراط في الدفاع عن أمة الإسلام وليبشر كل مجاهد بجنة وحور عين.

الفيلم مؤثّر ويحمل رسالة

لم أغالب دموعي وأنا أشاهده، كما أن المخرج كان ذكياً حين التقط زوايا مهمة من القضية هي الفقر والعوز والإحباط وهي عوامل تسهم في سهولة اصطياد الشباب وجعلهم حطباص لنار الحروب والمعارك بين التنظيمات الفاسدة.

أعجبتني عبارة قالها المخرج في لقاء له على قناة العربية وهو يغالب دموعه حين يتذكر أنه واحد ممن كاد يذهب سدى في العراق وكاد يذهب عن أمه العافية حين أعطب فراقه صمامين في قلبها، قال أإنه يعد كل الأمهات بأن يستمر في كشف أولئك المتاجرين بدماء الشباب الزكية.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب