Friday 23/05/2014 Issue 15212 الجمعة 24 رجب 1435 العدد
23-05-2014

عنصريو أوروبا يثيرون الفتن من جديد

لا تزال العديد من الدول الأوروبية تنظر لنا نحن المسلمين والعرب والأفارقة والآسيويين نظرة دونية، ويعدوننا أقل منهم تحضراً وفهماً، ولهذا تنمو الجماعات والأحزاب المتطرفة التي تنافس الأحزاب الكبيرة، وبعض من تلك الأحزاب العنصرية دفعت بممثلين لها في المجالس النيابية الأوروبية، واستطاع بعض منهم إجبار تلك الدول على سن قوانين تضايق المسلمين وتمنع استقبال مهاجرين لها، وتفرض ثقافاتهم بسلوكهم من خلال إجبار القادمين لها وحتى السواح على التشبه بهم والتخلي عن عاداتهم وثقافاتهم، ورغم أن السواح ينعشون اقتصاد تلك البلدان التي يزورونها إلا أنها تفرض عليهم قوانين تحد من حرياتهم مثل ارتداء الحجاب، وأخذت بعض المدن الأوروبية تصدر نشرات تتضمن شروط تعامل هؤلاء القادمين والذين يدفعون مبالغ باهظة لزيارة ذلك البلد فلا يلاقون سوى الاهانات والشروط الموجهة فقط للمسلمين والعرب منهم، ومع أن هذه الشريحة من السواح هم الأكثر إنفاقاً إلا أنهم الأكثر عرضة للايذاء والازعاج، ولا أعرف لماذا يصر هؤلاء السياح على زيارة مثل هذه البلدان التي تحقد عليهم؟

حاولت الكثير من الدول الإسلامية والعربية أن تحسن من الصورة النمطية التي يختزنها العقل الأوروبي وقامت بمبادرات إيجابية للاقتراب من الآخر وتقديم الصورة الصحيحة للمسلم وللدين الإسلامي كالجهد الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لنشر ثقافة الحوار والتي نجحت في تحقيق اختراقات مهمة، إلا أنه لا يزال بعض العقول الأوروبية متحجرة موغلة في العنصرية كالذي يمثله النائب العنصري الهولندي المثير للفتن جبر ميلدرز الذي تخصص في الاساءة للإسلام والمسلمين والذي ارتكب في الأيام الأخيرة جريمة بشعة بتحريف الشهادتين اللتين تتوسط العلم السعودي، وكتب بدلاً منهما كلاماً بذيئاً ومستفزاً لكل مسلم، ووضع كل ذلك على موقعه في وسائل الاتصال، وإمعاناً في الاستفزاز كتب ذلك باللغة العربية.

رغم أن إساءة هذا النائب العنصري موجه للعلم السعودي الذي هو رمز لدولة مؤثرة ومهمة، إلا أن الأكثر إساءة هو لأكثر من مليار وثلثمائة مليون مسلم وجدوا في عمل هذا النائب المثير للفتن استفزازاً لا يمكن احتماله ،ولذلك فلا نستغرب من أن ينتقم أحد هؤلاء المسلمين ويقتله، وعندها يتهم المسلمون بأنهم قتلة وإرهابيون، في حين يترك هؤلاء العنصريون يثيرون الفتن ويوسعون دائرة الكراهية دون أن يوقفهم أحد في بلدانهم لكي يصفونها بأنها متحضرة...!!

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب