Tuesday 26/05/2014 Issue 15215 الأثنين 27 رجب 1435 العدد
26-05-2014

صلاة الساعة والنصف

يختلف المسلمون في فهمهم للعلاقة بين وقت الصلاة ووقت العمل. وأنا هنا لا أتحدث عن مسلمي العالم، بل عن المواطنين والمقيمين في المملكة. فالمتعارف عليه أن كل المحلات تغلق أبوابها قبل الأذان بدقائق، وتعاود العمل بعد انتهاء الصلاة. أما داخل الدوائر الحكومية والأهلية، فالمسألة لا يحكمها نفس المعيار.

فهناك دائرة تتوقف لأداء الصلاة قبل الأذان بدقائق قليلة، وبعضها بدقائق كثيرة جداً، دون أن يحق لأحد الاعتراض، وإنْ حدث واعترض مراجع ما، فإنَّ مصير معاملته المماطلة حتى نهاية الدوام، وربما اليوم التالي.

أما العودة للعمل بعد أداء الصلاة، فحدّث ولا حرج. فكلٌّ يفهم صلاة الجماعة أثناء الدوام في المؤسسات الخدمية على مزاجه. بعضهم يراها راحة له من عناء المراجعين، وهذا لا يُقيم الصلاةَ حتى يرتاح.

وبعد أن تفرغ الصلاة، يأخذ كلَّ وقته في التسبيح والتهليل وقراءة القرآن وصلاة النافلة، وكأن لا طوابير أمام مكتبه، كلٌّ قد ترك عمله ومشاغله وأطفاله، لكي يُنهي معاملتَه!

إنَّ أداءَ الصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، بل إنَّ أداءها هو عماد الدين، لكن الإخلاصَ في العمل فرضٌ من فرائض الله، فكيف نربط بين مسلم يحافظ على أداء الصلاة، ويروغ مثل الثعلب من واجباته في إنهاء معاملات أرامل ومطلقات وأيتام ومسنين؟! أو كيف نربط بين طبيب يترك مرضاه بالساعة والساعة والنصف وهم يئنون من الألم، بدعوى الإخلاص في أداء صلاة الظهر؟! وبالمناسبة، فهذان النموذجان معروفان بعدم التزامهما بالصلوات خارج أوقات الدوام! وهذه الحالة، هي شاهدٌ من شواهد الفوارق المتناقضة في تعاملنا مع الدين، والمعنى صار واضحاً لكم!

مقالات أخرى للكاتب