Saturday 31/05/2014 Issue 15220 السبت 02 شعبان 1435 العدد
31-05-2014

شباب وشابات الصناعية

للذين لم يزوروا المدينة الصناعية الأولى بالرياض من قبل، عليهم أن يقسِّموا زيارتها إلى ثلاثة أقسام زمنية. القسم الصباحي، وهذه لن يجدوا فيها مواطناً إلاّ نادراً. قسم بعد الظهر والعصر حتى آذان المغرب، وهذه ستشهد حضوراً متواضعاً استهلاكياً للمواطنين الراغبين في إصلاح السيارات أو في تفصيل المطابخ أو المرايا أو المشغولات المعدنية أو الأبواب. أما القسم الليلي، فسيسيطر عليه الهدوء والخوف! خاصة أنّ التواجد الأمني في هذه المنطقة أقل بكثير جداً مما هو مطلوب.

المدينة الصناعية الأولى، والتي اشتهرت باسم المنطقة الصناعية، والتي تمتد مساحتها على 451.028 متر مربع لا تكاد ترى فيها مواطناً يقف في محل له. إنها مُستثمَرة بالكامل للأجانب، الذين إن وجدت أحدهم في المحل اليوم، فربما لن تجده غداً، وهو الذي أكَّد لك بأنَّ بضاعته مضمونة لمدة عشر سنوات! وجنسيات هؤلاء المستثمرين تتراوح بين العربية والآسيوية، وعمالتهم كذلك، وجودة المنتج النهائي للمحلات هناك، يتراوح بين المتوسط والرديء. وتكاد الفرص لإحلال هذه العمالة أن تكون مستحيلة، نظراً لأنّ طبيعة العمل قاسية والمنافسة قوية وغير شريفة. ولعل هذا هو السبب الذي جعل وزارة العمل وأجهزة الأمن تتركها على حالها، تمارس أعمالها كما يحلو لها.

وهنا، يجب أن نطالب القطاعات الحكومية والأهلية المعنية أن تنسق مع بعضها، لكي تضع خطة وطنية للاستفادة من منطقة حرفية وذائعة الصيت، مثل هذه المنطقة، بحيث يكون للشباب والشابات فرص للاستثمار فيها، دون حرمان من يشاء من غيرهم للعمل ضمنها.

مقالات أخرى للكاتب