Friday 06/06/2014 Issue 15226 الجمعة 08 شعبان 1435 العدد
06-06-2014

هل فعلاً رسولنا قدوة لنا؟!

يقول اللـه عز وجل: لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُول اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ . ومن يستعرض حياته صلى الله عليه وسلم يجد الكمال في الخلق والأخلاق والسلوك والتعامل، وكثير من المسلمين يدّعي أن رسول الله قدوته، ولكن في هيئته وشكله فقط، بينما في تعامله وتصرفاته لا يسلك طريقه ولا يقتفي أثره في كثير من الأمور، منها:

* * يرفض بعض المسلمين الزواج من فتاة تكبره ولو بسنوات قليلة أو بسيدة سبق لها الزواج، رغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج بسيدة تكبره بخمسة عشر عاماً وسبق لها الزواج، وكرر ذلك مع بعض زوجاته، وبعضهن معها أطفال كأم سلمة رضي الله عنها حيث حدب على تربيتهم وتوجيههم كأولاده، حتى أنه روي عنه حديث شريف يوجه أحد أبنائها بقوله (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك).

* * يرغب معظم المسلمين بكثرة الأولاد والحرص على إنجاب الذكور، وكثير منهم يسعى للزواج بأكثر من زوجة لهذا الغرض ويجد مباركة المجتمع وتبريرهم له حينما لا تنجب زوجته إلا البنات، بينما رسولنا الكريم لم يبقَ معه في حياته سوى أربع بنات قام بتربيتهن وتزويجهن، وقد توفين قبل وفاته عدا واحدة توفيت بعده مباشرة، وكان يرغِّب بتربية البنات في قوله: (من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين) وضم أصابعه. وجاء حديثه رداً على حالات الوأد المشهورة قبل الإسلام! فقد كان العربي قبل الإسلام يمقت الأنثى لأنها لا تقاتل الأعداء ولا تشن الغارات ولا تمتطي الجياد، ولا تكسب المال، وقد تجر العار وتجلب الهوان. ولو قارنا زماننا بزمانهم لوجدنا الفتاة تتعلم وتعمل وتكسب وتعيل أسرتها وتشارك في بناء وطنها، ولكن ما زال الفكر الجاهلي يسيطر على بعض العقول!

* * لا يجيد كثير من المسلمين التعامل مع الآخر، فتراه يعادي من كان على غير ملته أو مذهبه، بل ومن غير حزبه، وهو أمر اتسع كثيرًا! وقد زار رسول الله عليه الصلاة والسلام جاره اليهودي حينما افتقده - حيث كان يتعمد وضع القاذورات أمام بيته عليه السلام - فوجده مريضاً، وهو ما دعا اليهودي للدخول في الإسلام. ولو راجعنا أسباب النزاعات مع البشر لوجدناها ردود فعل لتصرفات سيئة.

لقد كان صلى الله عليه وسلم مثالاً للحنكة والحكمة والأبوة وجمع الكلمة والمؤاخاة بين المسلمين، وبينهم وغيرهم من الأديان الأخرى، فأين المسلمين والاقتداء به؟!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب