Sunday 08/06/2014 Issue 15228 الأحد 10 شعبان 1435 العدد
08-06-2014

الحنفية والدعاة!!

في كتاب (حياتي)؛ ذكر الكاتب المصري أحمد أمين أن الحكومة المصرية حينما قررت إدخال المواسير والصنابير في مساجد القاهرة لاستخدامها في الوضوء؛ اعترض على ذلك بعض المشايخ واعتبروها بدعة لأنها تخالف المألوف الذي اعتادوا عليه باستعمال الأحواض والأواني والغرف منها للوضوء، ولم يفتِ بجواز استعمال الصنابير إلا مشايخ المذهب الحنفي، ومن هنا أطلق اسم (الحنفية) على الصنبور باللهجة المصرية!.

وفي بلادنا الحبيبة حرّم معظم المشايخ - سابقاً - كثيرا من المخترعات الحديثة ومنها الدراجات والراديو، وبعدها تسامحوا معه واستحوذ بعضهم على البرامج الإذاعية بالأحاديث والإفتاء وتوجيه الناس. وعند ظهور التلفزيون حرّموه أيضا ورفضوا دخوله بيوتهم وحظروه على الناس! وجاءت الفضائيات لتضيف تحريما آخر، وبعدها تدافع كثير من الدعاة لتصدر البرامج بل وامتلاك القنوات واستخدامها للكسب والتجارة حتى تحولت وسيلة لتفسير الأحلام وعلاجاً للعين والحسد والسحر مع توظيف الدين لذلك.

وتجاوز آخرون الأمر للتعدي على الرموز السياسية والوطنية والنيل منهم!.

وفي حين ينبغي أن يكون الدين داعيا للزهد والتقوى والورع والابتعاد عن زخارف الدنيا، صار أولئك الواعظون يزاحمون الناس على الشهرة ولبس الملابس الفاخرة وامتلاك المقتنيات الباهرة والسيارات الفارهة! وبطبيعة المحاكاة والتقليد فقد طغت السمة الاستهلاكية على أتباعهم ومريديهم وأصبحت ظاهرة، بل وصار من الطبيعي تهييجهم بمطالب حثيثة للحكومة للحصول على مزيد من العطايا، وتثبيط المرأة عن العمل خارج منزلها بدعوى الاختلاط والاقتصار على تربية الأبناء، والضغط على الحكومة بمنح ربات البيوت رواتب شهرية دون عمل ! وهذا ما جعل العامة يلتفون حولهم ويناصرونهم وينافحون عنهم برغم الأخطاء الظاهرة لعدد منهم وعدم القبول بمعارضتهم بتاتاً تحت مفهوم (لحوم العلماء مسمومة). وهذه العبارة تستخدم كلما ظهرت بوادر ضعف فيهم أو واجهوا سيلا من النقد على ما يصدر منهم من تصرفات أو أحاديث لا تخلو أحيانا من تجاوزات أو اجتهادات في تفسير بعض الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة أو الوقوف بوجه مطالبات المجتمع المدني مثل التحذير من خطورة قيادة المرأة للسيارة وتأثيرها على المبايض! ووجود غدة عند المرأة تجعلها تنسى! ناهيك عن إسلام مجموعة من الصينيين بعد دعوتهم لمدة دقائق للدخول في الإسلام، وغيرها مما تبين عمق استغفال هؤلاء الدعاة للناس وأبعاد سذاجة أتباعهم!

يبدو أن التاريخ الإسلامي يزخر بالمضحكات المبكيات من شطحات يقوم بها قلة من الدعاة فتسبب ردود فعل سلبية وتنفر عن الدين وتدعو للسخرية منه، والإسلام دين عظيم متجدد يدعو للأخذ بكل جديد يسهل على البشرية حياتها ومعاشها.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب