Tuesday 10/06/2014 Issue 15230 الثلاثاء 12 شعبان 1435 العدد
10-06-2014

إنهم يقاطعون شركات الأغذية العالمية

في الوقت الذي نتناقل مواقع «التواصل الاجتماعي» و»قروبات الواتس أب» مقطعاً يصور احتفالية مدينة سعودية بافتتاح أول فرع فيها لإحدى شركات الأغذية العالمية المعروفة المتخصصة في الوجبات السريعة، في هذا الوقت الذي تضرب الدفوف معلنة فتح الأبواب وبدأ البيع يقاطع جل سكان الولايات المتحدة الأمريكية وقاطنيها –كما يقول لي صاحبي أمريكي الجنسية– يقاطعون هذه الشركة وأمثالها ولا يشترون منها إلا عند الحاجة القصوى، وهو ما رأيته بعيني هناك خلال الأيام القليلة الماضية، وكما جاء على لسان صاحبي هذا أنهم في كثير من الولايات: «.. يعزفون عن الشراء من محلات بيع الأغذية ذات الماركات العالمية المشهورة لأنهم اكتشفوا بالتجربة أن كثيراً منها خاصة المتخصصة بالوجبات السريعة يُجرُون على منتجاتهم من التجارب والأبحاث ما يجعل المستهلك عرضة للاجتهاد غير المعلن الذي لا يعلم أثره على صحة جسمه، ومتى ثبت عند مُلاك هذه الشركات فائدة مركب غذائي جديد فسيضاف لإحدى الوجبات أو يعلن عنه ويسوق على أنه منجز غذائي متميز وهكذا نصير نحن المستهلكين في مهب الريح».. ويضيف محدثي قوله: «.. هذا ليس رأي شريحة معينة من سكان الولاية التي أعيش بها فقط بل الغالبية تذهب إلى هذا الرأي وتتجه للشراء من المحلات المحلية المعروفة خاصة الصغيرة التي لا يعرف البائع فيها الطرق الملتوية لتعزيز هامش الربح وتعظيم الفائدة شريطة النظافة العامة والخاصة، والذوق الطيب، والرائحة الزكية، والمنفعة الصحية المرجحة الناتجة عن كون المأكول طبيعياً وطازجاً، ويزيد المسلم كون اللحم حلالاً ولم يوضع عليه خمر».

إن سر العزوف ليس لأن بعض الأصباغ والتركيبات فيها شبهة عدم الحل كما يقال في أوساطنا المحلية ولم يفت به بعد -حسب علمي- بفتاوى شرعية من هيئة كبار العلماء في هذه البلاد المباركة تبين للناس الحق في هذا، كما أنه لم يصدر من الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة أو وزارة الصحة أو التجارة أو الشؤون البلدية والقروية «صحة البيئة» ما يجعل مثل هذه الشائعات التي تتداول تموت في مهدها.. أقول إن سر العزوف ليس هذا المنحى الشرعي المعروف ولكن من باب تخوف شريحة عريضة هناك من أن هذه الشركات بحثاً عن هامش ربح أعلى قد تضيف ما هو ضار أو على الأقل غير مفيد للصحة دون أن تنبه المستهلك لخطورة هذا الشيء.

هذه المقارنة جعلتني أقيس مسافات التفكير، وأربط بين المقدمات والنتائج، واستخلص الدروس والفوائد التي أخذها من هذا المثال البسيط الذي قد لا يلتفت إليه الكثير، أو أنه لا يكترث له، مع العلم أن وجباتنا الغذائية التي تجهز في بيوتنا أفضل بكثير من الأكل الغربي الأوروبي منه والأمريكي على حد سواء.

إن مثل هذا التفكير قد لا يرد على ذهنية أي منا وللأسف الشديد ومع ذلك فنحن وهم نتفق نظرياً في الوصول إلى النتيجة ذاته، ولكننا عملياً ما زال كثر من صغارنا وشبابنا بل وحتى كبارنا يترددون بشكل دائم على هذه الشركات ذات الماركات والمواصفات العالمية ولا يكترثون بكل ما قيل إن صدق وإن كذب كقول أهل الاختصاص بأنها سبب رئيس للسمنة التي تفتك بأبنائنا جراء كثرة الدهون فيها، وكقول من قال إن الأصباغ التي توضع فيها ضارة ومسبب رئيس لأمراض مستعصية وخطيرة و ... وإن كان لهذه الشركات روادها ومريديها طوال العام فهم يكثرون في مثل هذه الليالي الصيفية التي يعيش فيها الطلاب والطالبات بداية إجارتهم السنوية التي أسأل الله عز وجل أن تكون على الجميع أيام أسن وسعادة وليالي خير وبركة، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب