Tuesday 10/06/2014 Issue 15230 الثلاثاء 12 شعبان 1435 العدد
10-06-2014

منطقة الراحة

فاصلة:

«ليس ثمة شجرة لم تهزها الريح»

حكمة هندية

هذه المنطقة المريحة في ظاهرها منطقة آمنة يرتاح فيها الإنسان لكنها في حقيقة الأمر منطقة تعب وإحباط صامت.

هي تلك المنطقة التي يستسلم فيها الإنسان لواقع صنعه ولا يعترف حتى لنفسه بقدرته على تغييره.

تأمل في القصص التي عجز أصحابها عن استرداد حقوقهم تجدهم استكانوا إلى منطقة الراحة هربا من المطالبة بالحقوق فالأعذار والأسقاط تسهل بكثير من العمل والجهد

لنيل الحقوق.

اسأل محبطا لماذا لم يحقق هدفه سيعطيك من الأعذار والأسباب ما يحاول إقناع نفسه به

لكنه في الحقيقة استكان إلى منطقة الراحة واختار أن يكون مظلوما على أن يكون عادلا مع نفسه مطالبا بحقوقه

المرأة التي تقبل ظلم الزوج وحرمانها من أطفالها

دون أن توجد طريقا إليهم مع أنها تعيش في عذاب مثال جيد على الركون إلى منطقة الراحة فالعذاب عندها أهون من الكفاح والمطالبة بحقها في رعاية أطفالها.

لا يمكن أن تحقق هدفك أو تتغير إلى الأفضل دون جهد وربما مغامرة فيها مخاطر

لا يمكن أن تتغير وأنت تركن إلى الأعذار والمبررات حتى لا تتحرك من منطقتك الساكنة

السماء لا تمطر ذهبا وبالرغم من كرم الله في الدعاء إلا أنه اشترط حسن الظن به وهو شرط في ظاهره بسيط لكن لا يستطيعه إلا ذوي إيمان عميق لا يوجد أي عذر لمن لم يحقق أهدافه سوى إدمانه منطقة الراحة ولأنه أدمنها فإنك لن تستطيع إخراجه منها ما لم يقرر هو أن يخرج هو مرتاح في منطقته إذ تظل أهون عنده من المنطق المجهول

وذلك أشبه بسيكولوجية العبيد الذين ما أن يحررهم أسيادهم حتى يعودوا إلى العبودية خوفا من الحرية.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب