Sunday 15/06/2014 Issue 15235 الأحد 17 شعبان 1435 العدد
15-06-2014

ما أجمل ثقة المواطن !

إلى وقت قريب، كان أكثرنا تفاؤلاً يجزم بأن تصريحات الوزراء والمتحدثين الرسميين هي كلام مجاني، لا قيمة له، وإلى وقت قريب، كنا نجزم بأن ما يسمى هيئة أو لجنة حماية المستهلك، هي مثل كائن أسطوري اسمه العنقاء، نسمع به كثيراً، لكننا لم نره يوماً، وإلى وقت قريب، كانت القرارات والعقوبات ضد التجار يتم الإعلان عنها، فيضحك هؤلاء من هذه القرارات، حتى يكاد الواحد منهم ينقلب على قفاه من شدة الضحك!

لكننا مع زمن جديد، أصبحت القرارات والعقوبات التي يعلن عنها، قابلة للتطبيق الفوري، وأن من كان يقهقه حتى يسقط على قفاه، أصبح يتلفت مراراً على الجانبين، خشية أن يداهمه مراقبو وزارة التجارة أو الصحة أو البلديات، وحتى المواطن أصبح على ثقة أكبر بتطبيق العقوبة على المخالفين، فتحول إلى عنصر إيجابي جداً في العمل الرقابي على السلع والخدمات، ويبادر كثيراً لأنه أصبح يجزم أنه سيتم التعامل مع بلاغاته بإيجابية أكثر من السابق!

انظروا ماذا يقول وزير التجارة والصناعة: لقد ارتفع إجمالي عدد الشكاوى لدى قسم البلاغات في الوزارة، إلى عشرين ضعفاً خلال العامين الماضيين، كما ارتفع رضا المستهلك خلال الفترة نفسها بنحو 63%، ووصلت النسبة إلى 86% بعد أن كانت 25% قبل عامين.

وهذا دليل كبير على أنه بإمكان كل وزارة أن تعمل بشكل جاد وحقيقي، المهم أن يقوم عليها رجال مخلصون، يعشقون وطنهم، ويسعون إلى خدمة مواطنيهم.

ماذا لو تحقق الأمر ذاته في كل الوزارات، الصحة والتعليم والإسكان، ماذا لو كان المريض الذي يواجه إهمالا في عيادة أحد المستشفيات، يكتب مباشرة في حساب الوزير أو من يكلفه، عن معاناته من كادر إداري في قسم بمستشفى، أو مواعيد، أو طبيب، أو ممرض، ثم تتم محاسبة هؤلاء خلال أربع وعشرين ساعة؟ ماذا لو تم ذلك في قطاع التعليم، وأصبح صوت ولي الأمر وشكواه ضد إدارة مدرسة أو إدارة تعليم أو ما شابه ذلك، سهلة جداً؟ وكذلك الأمر في الإسكان والبلديات والكهرباء والخطوط وغيرها؟

لعل من مزايا وزير التجارة والصناعة أنه حاضر ومتواصل مع المواطنين عبر حسابه في تويتر، وأنه استطاع تغيير صورة الوزير الذي لا نشاهده إلا في أخبار القناة الأولى، حين تعبر الكاميرا على وجه معاليه أثناء جلسة مجلس الوزراء، فأصبح من الوزراء الذين يفتحون قلوبهم قبل أبوابهم على صفحات تويتر!

كانت الوزارة، في وقت سابق، قد أقرت التسعيرة الجديدة لأسعار حليب الأطفال، وها هو الوزير، وعلى صفحته الشخصية بموقع تويتر، يطمئن المواطنين على أن أعداد الصيدليات والمحال التجارية التي تمت زيارتها خلال اليوم الأول فقط من تطبيق قرار التسعيرة الجديدة لأسعار حليب الأطفال بلغت 640 منشأة، وقد تمت مخالفة 100 صيدلية لم تلتزم بالأسعار المحددة، أي أن نسبة من طبقت القرار بلغت 84% من إجمالي الصيدليات التي تمت زيارتها، بمعنى أن هذه النسبة تعتبر جيدة في زمن أدرك فيه التجار أن القرارات الصادرة لن تبقى على الورق، بل سيتم تطبيقها فورا، ولذلك يجب الحذر والتنفيذ الفوري، وأخذ هذه القرارات على محمل الجد، لا الهزل والمماطلة التي أرهقتنا لسنوات طويلة!.

مقالات أخرى للكاتب