Wednesday 18/06/2014 Issue 15238 الاربعاء 20 شعبان 1435 العدد
18-06-2014

وكم طافت «عليها» ظلال شك!

ما بين البداية والنهاية نهرٌ صاخبٌ من الأحلام والأوهام..

يالهذا التعب الذي يطاردها كلما أرادت خلاصاً منه، تحاول البحث عن مصدر للضوء فتطاردها العتمة..

تحاول البحث عن قطرة نقاء فتفاجأ بماء آسن قادم من المستنقعات، أي كابوس ذاك الذي بدأ مذ خفق قلبها لأجله؟

مذ بدأت تصغي إليه باهتمام، مذ فتحت له أبواب الثقة والأمان ووضعت له في أعماقها متكأ جميلاً، مذ آمنت بالمستحيل، مذ قدمت له كفها صفحة بيضاء ينقش عليها رموزاً وصوراً هامسة تتضمن أياماً مضيئة قادمة ووعوده لها بحظ أجمل معه.

مريضها ليس هو المريض الإنجليزي في الفيلم الشهير الذي رأته يوماً منذ سنوات ولا تتذكر من أحداثه سوى شذرات، مريضها مصاب بقلبه وروحه إصابة غريبة لا تعلم كنهها تماماً لكنها تعلم جيداً بأنها جعلت منه روحاً رمادية وكل ما حوله يضج عتمة وأشواكاً وتصحراً، في لحظة توهجت في رأسها فكرة دافئة رغم غرابتها لكنها أراحتها قليلاً وهي تحاول تفسير سلوكه معها، هو يشعر بالغضب من نفسه لأنه يفقدها شيئاً فشيئاً لأنه بات مكشوفاً متعرياً أمامها، أسقطت حصونه المنيعة وبات واضحاً جداً بشكل مؤلم.. لم تتعمد إيلامه ولا الإساءة إليه لكنه هو من أساء إلى نفسه، فقد صرخ بها في لحظة: لا تظني نفسك غادة السمان!! وأضاف إليها كثيراً من كلمات غريبة على النقيض تماماً ما سبق أن اتفقا عليه معاً!!

أصدرت شهقة مفاجئة مكتومة لهذه الصفاقة.. فما الذي فعلته كي يعنّفها ويمعن في إذلالها في كل مناسبة؟!.. تذكرت في لحظة أنه قال لها يوماً أنا إنسان ودود مسالم جداً، حين تجمعنا حياة واحدة وحين يحدث يوماً ويصيبك شعور بالملل لسبب أو آخر أو تشعري بأنك لن تستمري في الحياة معي، لا تمعني في قهري وإيلامي، فقط قولي لي بهدوء: وداعاً..!

ياللتناقض.. يالرعب الكلمات حين تتحول إلى رداء زائف نرتديه لخداع الآخرين وتخديرهم بالوهم اللذيذ!

تباً لكل كلمة زائفة استقبلتها منه.. تباً لكل لحظة عطرية احتوتها بسببه، فلتذهب إلى الجحيم كل نغمة فارهة لذيذة بينها وبينه، فقط هي تريد وسادة من أمان وهدوء ترخي رأسها عليه عندها ستهتف بيقين: ما أجمل الحياة بدونه!

** (مقطع من قصة لم تُنشر بعد).

مقالات أخرى للكاتب