Friday 04/07/2014 Issue 15254 الجمعة 06 رمضان 1435 العدد
04-07-2014

إلى ولدي الداعشي .. القاعدي .. الإخواني

أيها الابن الذي كبرت في حضن هذا الوطن كما زهر حدائقه، وثمر أغصانه، أيها الغصن الذي نبت من شجرة راسخة جذورها ثابتة فأينع قلبك وأثمر.

تنفست هواء وطنك واستنشقت نسماته، أكلت من خيراته ونشأت كريما محفوفاً بالعزة والكرامة، لك وطن يخفق قلبك كلما رفرفت عاليا رايته الخضراء تحمل شهادة لا إله إلا الله، ويهزك نشيده الوطني كلما علت نغماته بكلمات تتسارع للعلياء، تفتحت عيناك على مجده وصيته بين الدول، فأنت ابن وطن يتصدر المشهد العالمي وله ما له من ثقل بين الدول، فأنت يا بني وريث كل هذا المجد وسليل قوم حملوا راية التوحيد وحموا المقدسات وتسابقوا لخدمة ضيوف الرحمن.

يا بني؛ فإنني وسط ما أرى من تيارات أشعلت نارها الفرقة والمذاهب الدينية والطائفية والمصالح الشخصية والسعي وراء السلطة فإنني لأخاف عليك من أولئك الذين يتربصون ببراءتك، ويسعون لتجنيد فكرك وانحراف عقيدتك بما استطاعوا إليه سبيلا، فيوقعونك راغبا في شرك ألسنتهم المعسولة ويدسون سمومهم بعسل الكلمات، فيقنعوك بأكاذيب لا حقيقة لها ويخاطبونك باسم الله وليس لهم من سلطان، يداعبون غرائزك ويؤججون شهواتك ويأخذون أحلامك إلى الحور العين، فتسحرك الكلمات والوعود، فتبتعد عن الحقيقة ويخذلك الوهم لأنك كمن نوم مغناطيسيا تصبح كالدمى مسيرا لا مخيرا، ويلقون بك إلى مهاوي الردى قنبلة ناسفة تقتل العباد وتروع البشر.

يا ابن نجد والحجاز، يا ابن نخيل الأحساء ومرافئ الدمام، يا الذي قبلتك مكة المكرمة ودار نبيك المدينة المنورة، ووطنك قارة تشرئب لها الأبصار وتهفو القلوب، جدك موحد هذي البلاد .. ابنها عبدالعزيز طيب الله ثراه، فهل لك إلا أن تكون وريث المجد حامي الديار وابنها البار؟

احذر من كل أولئك الذين يحاولون النيل من وطنك عن طريقك، فغسيل الأدمغة هو أسهل ما قد يقومون به لاختراق عقلك وفكرك، ولتنظر لهم كيف يقودونك للهلاك وهم في مأمن، سرعان ما يتراجعون عن مواقفهم ويتبرأون مما دفعوك إليه.

حياتهم في مأمن عن الموت وأموالهم مكدسة في بنوك الدول التي وصموها بالكفر، وأولادهم في جامعات أوروبا وأمريكا، وأنت أيها المسكين تعتنق عقائدهم وتحارب وطنك بقلبك، وتقتل أهلك بخنجرك، ثم تموت كالنطيحة والموقودة!!

أين أنت من نبيك محمد وأخلاقه النبيلة وسيرته القدوة الذي لان له الصخر وأذعن العدو وأسلم، فما كان من اليهودي جاره الذي أذاه وبالغ في إيذائه إلا أن دخل الإسلام خجلا من أخلاق محمد التي تدعو للتسامح والمحبة والرحمة والعطف على الآخرين!

دينك يا بني هو ليس دين للدواعش فهو براء منهم، وليس مجير للإخوان أو لمن يعيث في الأرض فسادا.

والله أخجلني أحد الناشطين الأجانب في مشهد تلفزيوني حين كان يخاطب مجموعة من الشباب العرب ويقول لهم إنه غريب على المسلمين شتاتهم وتفرقهم وقتلهم بعضهم بعضا ًفرقتهم وهم الذين تجمعهم لغة واحدة ورب واحد وتاريخ مشترك بينما في أوروبا (كما استشهد المحاضر) توجد مئة وخمسون لغة وعشرات من الأديان والأرباب ورغم هذا فهناك اتحاد قوي لا يكسر تواصله شيء؟!

يا بني إياك وهؤلاء، فتقسيم الجسد العربي هو ما يسعون له، والله أعلم من يحركهم ويمولهم لتحقيق مساعيه ومؤامرات تهدف لزعزعة أمن وطنك العربي الكبير.

أنت من يعول عليك وطنك، فكن عونا ولا تكن آلة ووسيلة لمآربهم وأفكارهم التي يحاولون غرسها في رأسك الصغير.

أي بني وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن هذا الوطن لا يستحق إلا الولاء والانتماء.

من آخر البحر لمعالي د. عبدالعزيز خوجة

اعبد الله لا تخشى العوادي

وحكمك ذاك ما سن الرسول

وقول ناصع أصل وفصل

وصدقك قاطع سيف صقيل

وإنك في السلام أب رحيم

وإنك في الوغى أسد صؤول

وتدمع إن رأيت الطفل يبكي

كأنك ظل والده الظليل

وهمك أن يعيش الناس أمناً

وتسهر عنهمو ليلاً يطول

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب