Sunday 06/07/2014 Issue 15256 الأحد 08 رمضان 1435 العدد
06-07-2014

أستاذي يشتري تاريخه

افتقدتُ أستاذي في محيطه المضيء بمضمونه الكبير، فبحثتُ عنه في مضانّه؟! حيث أبحث عن عَلَمٍ، وعِلْم،

وعمل، وعن شموخ يتعلق فكره في الذرى، وتلك الأوعية الملأى بالفكر الحصيف، وتلك الحياة متعددة الميلاد والأزمان المورقة بالنتاج الناضج المشحون بالحيوية والدفق، ولقطات العقل المبتكرة، ولا أنسى الانتقاء في قيادة الأعمال داخل ذلك المحيط.

يبدو أني جعلتُ القارئ يتصفح أستاذاً شديد الذكاء، غاية في التفاني، ذا فضاءات مرجعية كثيرة؛؛ ومع تعالق التساؤل حول قيمة ذلك الرجل في مكانه وزمانه، كان هناك حضور بين حضورين؛ أولهما معضلة تقييم النموذج البشري التي ما انفكت تحيط بالعنق، والثاني إشكالية فهم الواقع وأولوياته.

واستمرت المباراة بين الحضورين دون أمن أو حراسة، إلى أن ضاق المحيط بأستاذي فرحل ليشتري تاريخه ولسان حاله يقول(1):

(لكل امرئ من دهره ما تعودا)

وعاداته أني أغادر سيّدا

وإن الذي ودعتُ ليس يضرني

إذا كان رأيي في الوداع مسددا

خروج بلا ذم إلى أي وجهة

من الأرض تغري المرء أن يتجددا

شاهدتُ أستاذي يحمل مع تاريخه المضيء خارطة طريق حتى [لا يضل ولا ينسى]، كما آنس أستاذي بجانب راحلته جذوة أشعلت نيرانها حكمة المتنبي:

إذا ترحَّلْتَ عن قوم وقد قدروا

أن لا تفارقَهمْ فالراحلون همُ

ويبدو أن أستاذي شد وثاق الراحلة بحبال الأماني:

ومن كانت مطيته الأماني

أناخت حيث لا يرجو انقلابا

أما حداء الرحلة فكان مختلفاً، حيث الثمار لا يمكن أن تقتحم الحدائق من خارجها، والنيات الطيبة لا تصنع مستقبلاً، ولا تؤسس مشروع حياة، فكان صوت الحادي:

وَإِذا تَكونُ كَريهَةٌ أُدعى لَها

وَإِذا يُحاسُ الحَيسُ يُدعى جُندَبُ

** ** **

(1) الأبيات للشاعرة الدكتورة هند المطيري.

- المستشار التربوي بمكتب معالي نائب الوزير لتعليم البنات

مقالات أخرى للكاتب