Friday 18/07/2014 Issue 15268 الجمعة 20 رمضان 1435 العدد
18-07-2014

فقط افعلها!

النجاح في الحياة أمنيات تتراقص في الأرواح، وجناح يطير بالقلوب إلى الآمال..

ولكن: لماذا الناجحون قليل؟

يعزى الأمر بزعمي لكون أغلب الناس لم يخط الخطوة الأولى بسبب عائق الخوف والرهبة! وكم هو الفارق كبير بين أن تشعر بالقلق والخوف وبين أن تتعطل بسببها وتجعله يسيطر عليك! وهناك سبب آخر أحسبه من أشد موانع التحرك للنجاح ألا وهو ضعف الدوافع؛ فالسلوك يحركه دافع كما عند علماء النفس، ولكن ظهرت مدرسة اخرى تقول: إن السلوك هو الذي يقوي الدوافع، فالدوافع لا تهبط عليك من السماء ولا تنبت من الأرض وهي ليست من الأمور التي توهب أو تهدى أو يُجبر عليها!.

فما الحل إذن!

الحل فقط افعلها! وبعدها ستجد نفسك تنجز ما كان يلوح لك من قبل مستحيلاً! وستجد الحوائل والعوائق التي تبدو لك من قبل عصية التجاوز؛ تذوب كذوبان الجليد بفعل الشمس! وستجد أن قيود الخوف والتردد والخجل الذي قيدت بها نفسك لسنوات تنحل كما ينحل القيد الحديدي متى فتح قفله!

ابدأ ادخر واليوم مارس الرياضة... اشرع في الحمية أو أي أمر آخر تتمناه!

بعد الشروع بالفعل ستتحرك لديك الدوافع مما يجعل أمر الاستمرار ميسراً لك بإذن الله!

يروى أن مستكشفاً توقف ليستريح القرى وسط الجبال في المقهى الوحيد في القرية، وقد جلس بجانبه رجل عجوز وبعد أن سلم عليه سأله: هلا اخبرتني بالشيء الذي تشتهر به قريتكم! فأجابه العجوز: تشتهر قريتنا بأن من يبدأ من هنا سيصل لأي مكان في العالم! وقد شبه جون ماكسويل الدافع الداخلي بالحب والسعادة كونه نتيجة يداهمك ويتسلل لروحك عندما تقوم بأمر ما!

وكم هي عبارة شديد الاستهلاك قول: (إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة) ورغم كثرة تكرارها فهي من أصدق الأقوال؛ فالناجحون لا ينتظرون حتى تغدو الظروف مناسبة ليتقدموا، ولا ينتظرون أن تتلاشى المشكلات ليتحركوا، ولا ينتظرون حتى تزول مخاوفهم؛ ولكن يبادرون ويفعلونها؛ لأنهم يدركون جيداً أنهم بمجرد أن يخطوا الخطوة الأولى ستصبح الأمور أسهل, والكثير من العقبات ستتولى هدمها بنفسها وكثير من المشكلات ستتولى حلها بنفسها!

إن أسباب الاستمرارية في فعل الأمور الإيجابية النافعة تفوق على نحو هائل أسباب البدء في فعلها! وستكتشف هذا فقط عندما تجاهد نفسك على البدء وثم الالتزام لفترة بسيطة وبعدها ستجني الثمار وتتذوق الشهد ولن يحول بينك وبين المداومة عليها حائل!فكم من مبدع وناجح كان لديه ألف سبب وسبب لأن يبقى جامداً من فقر أو مرض أو بيئة محطمة أو كبر سن! وكان المحرض الوحيد لديهم هو فقط: أنه يجب أن يقوموا بهذا الأمر! آملين أن يصنع هذا الأمر فارقاً إيجابيا في حياتهم! وعندما تحركوا؛ ذللت لهم الصعب ووصلوا للقمم!.

إن النجاح يعني الحركة الإيجابية والفشل يعني الجمود (في أغلب حالاته)، والحركة تعني بذل جهدٍ وهذا أمر جلي ولكن الكثير فات عليه أن الجمود أيضاً يتطلب الجهد فالبقاء والثبات في ظل وجود مؤثرات ومتغيرات يتطلب جهداً كبيراً! فثمة كفاح شديد لمغالبة قوى الحياة للبقاء في وضع الجمود!

أيا كان حالك تذكر أن الحياة التي تعيشها ليست بروفة لحياة أخرى بل هي واحدة! وستكون حياة جامدة بليدة إذا لم تتخذ قرارات حاسمة بأن تشرع في مباشرة ما تريد وما يجب عليك فعله!

يقول رائد الإيجابية في القرن العشرين نورمان فينيست: إن الإقدام على الفعل وسيلة رائعة لاستعادة الثقة أما الجمود فليس نتيجة للخوف وحسب بل وسبب له! ويقول سقراط: كي تحرك العالم ينبغي أن نحرك أنفسنا أولاً! لا تخف... فقط افعلها ولا تقل (لا) لأي تجربة جديدة في حياتك لأنك من حيث لا تشعر ستجد نفسك في مكان آخر وقد وجدت طريقك نحو ما تريد،.. افتح قلبك للحياة ولا تخف وقرر أن تجرب وتحاول ولا تقف مكانك.. لا تقف كثيراً حائرا مترددا فقط افعلها! وتذكر أيها العظيم أنه لا مفر من بداية محرقة للوصول لنهاية مشرقة ولا بأس أن تعيش بضع سنوات من حياتك بشكل ربما يرفضه أغلب الناس، كي تعيش بقية حياتك بشكل لا يستطيعه أكثر الناس!.

ينقسم الناس عند المفكر جون نيبرون إلى ثلاث فئات:

أناس يجعلون الأشياء تحدث.. وأناس يشاهدونها تحدث.. وأناس يتساءلون عما حدث.

لتكن من الفريق الأول فقط افعلها, فعظماء البشر لا يجلسون كما يجلس التنابلة في التكايا منتظرين أقدارهم بل يتحرك بشجاعة ويتقدم بجسارة.. اتخذ الخطوة الأولى ولا تنتظر ماذا سيحصل في الخطوة الثانية.. لا تقف موقفاً سلبياً وتنتظر الآخرين أن يحلوا لك مشكلاتك.. فحينما ترى الأمور جامدة لا تتحرك وجرب أن تتخذ قراراً بالمبادرة والإقدام وأنظر أي سعادة ستحصل عليها وأي ثقة ستتملكك!.

افقط فعلها ويكفيك أن تجني من فضيلة التحرك والعمل أنه يبعدك عن أكبر ثلاثة شرور في الحياة كما يقول فولتير وهي: الملل والإثم والحاجة!.

ومضة قلم:

ما تنتهي إليه في الحياة لا يحدده الموضع الذي تبدأ منه بقدر ما يحدده هل ستبدأ أو لا!؟.

khalids225@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب