Saturday 19/07/2014 Issue 15269 السبت 21 رمضان 1435 العدد
19-07-2014

هل المدرسة عامل طرد للطلاب؟

يحظى التعليم باهتمام الدولة، وتنفق الدولة بلايين الريالات من أجل تطوير التعليم والنهوض بمستواه، وقد تم دعم برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم الذي يشمل تطوير الطالب والمعلم والمدرسة تم دعمه مؤخراً بثمانين مليار ريال إلى جانب ما تم صرفه في السابق.

وسبق وأن كتبنا عن أن هناك مقطعا جاء في مواقع التواصل الاجتماعي حول طلاب إحدى المدارس الابتدائية في مدينة الرياض في نهاية العام الدراسي وهم يمزقون الكتب ويرمونها على الأرض وفيها بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية -وبعدها بأقل من أسبوع ظهر مقطع آخر يصور بعض الطلبة أيضاً في إحدى مدارس الرياض وهم يقومون بتكسير زجاج النوافذ والكراسي والسبورات في غياب من المشرفين على تلك المدرسة.

وهذا السلوك السلبي من جانب الطلبة هو مؤشر على أن هناك خللا في المدرسة أو المعلم أو المنهج حيث أصبحت المدرسة عامل طرد وليس عامل جذب، وأصبح بعض الطلاب يكره المدرسة إما لسوء المعاملة أو بسبب عدم وجود برامج تجذب الطلاب للمدرسة مثل الرحلات والمسابقات وحفلات السمر والمخيمات البرية وحصص الهوايات التي ينفس الطلاب فيها عن أنفسهم.

وهذا السلوك السلبي الذي يقوم به الطلاب من تكسير وخلافه قد يعبر عن مدى سرورهم بنهاية العام الدراسي وخلاصهم من المدرسة ومما يعتبرونه تضييعا للوقت، فالفترة التي يقضونها من الصباح الباكر وحتى الظهر هي عبارة عن تلقين ليس فيها أي ترفيه (مجرد القبوع داخل أسوار المدرسة من الصباح الباكر حتى الساعة الواحدة ظهراً).

والحقيقة أن المدرسة ليست الوحيدة المسؤولة عن هذا السلوك السلبي، وإنما هناك عدة أطراف أخرى مسؤولة مثل الأسرة في المنزل ووسائل الإعلام والمجتمع ككل، كلنا مسؤولون عن هذا السلوك السلبي في الطلاب بسبب الإهمال في الترفيه عنهم وبحث تلك الجوانب السلبية والتغلب عليها أو إيجاد الحلول لها.

ومن الضروري أن تكون وزارة التربية والتعليم على المستوى الذي يرتقي بأخلاق الطالب قبل عقولهم وأن تكون المدرسة عامل جذب وليس عامل طرد، وأن يتم تطوير التعليم خاصة المناهج واستبدال الكتب المطبوعة بالحاسب الآلي الذي يمكن أن توفره وزارة التربية والتعليم بعد أن اصبح سعره في متناول الجميع أو يشتريه الطلاب وتدريب المعلمين على التعليم بواسطة الحاسب الآلي.

وأن تكون المدارس في جميع مراحلها وسطا اجتماعيا وتربويا وليس مجرد فصول لتلقين المعلومات فقط، لأن التربية قبل التعليم وأن تفتح المدارس أبوابها على المجتمع، ولا تكون ذلك المكان المغلق الكئيب وأن يخرج الطلبة للمشاركة في المجتمع في رحلات ومسابقات وهوايات ومشاركات في التليفزيون والإذاعة ونشاطات المشاركة في المجتمع مثل تنظيف الشوارع والحدائق والوقوف إلى جانب رجال المرور في برامج خدمة المجتمع التطوعية بحيث تكون المدرسة محببة للطلاب وجاذبا لهم.

والشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم على الاهتمام الذي يوليه لهذا القطاع الهام وهو الذي عاصر التعليم والفكر من أجل تطوير التعليم الذي نفتقده منذ سنوات، ونأمل أن يكون لمراكز البحث العلمي في المملكة من قبل الجامعات وجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية دور في التطوير والبحث من أجل تحويل السلوك السلبي لدى الطلاب إلى سلوك إيجابي ودراسة ظاهرة العنف وتخريب مرافق المدرسة وكرهها من قبل الطلاب بحيث تكون وسطا يجذب الطلاب وليس عامل طرد لهم.

- عضو هيئة الصحفيين السعوديين

مقالات أخرى للكاتب