Thursday 07/08/2014 Issue 15288 الخميس 11 شوال 1435 العدد
07-08-2014

وآه يا الرياض

تغيبني ظروف العمل كثيرا عن الرياض المدينة الجميلة التي عشقتها وأحببتها، وتاه في غرامها كل ذي ذوق رفيع، وكل محب للجمال، وكل متيم بنسائمها المسائية المنعشة للأرواح المتعبة. سر غريب وعجيب يربط أهل الرياض والمقيمين فيها بكل تفاصيلها أرضها مبانيها معالمها ذكريات الطفولة والشباب، باختصار كلما غبت عن الرياض ولو لأيام أو أسابيع حملك الشوق للعودة إليها على جناح السرعة. زحمة شوارعها وتقلب أجوائها عوامل غير قادرة حتى اللحظة على قتل هذا الشوق أو التخفيف من حدته. الغزل بالمحبوبة الرياض ليس له حدود ولا تكفيه مئات الصفحات.

كلما عدت للرياض وجدتها وقد لبست حللا جديدة. المشروعات في الرياض يسابق تنفيذها الزمن. بالتأكيد وراء هذه الأعمال الجبارة جهود مسؤولين ومواطنين مخلصين يطمحون لأن تكون الرياض في مقدمة كل العواصم. طرق جديدة وكباري وأنفاق تحمل روعة التصاميم والعملية في الاستخدام في محاولات جادة لإحلال الانسيابية بدل الازدحامات والاختناقات وتوفير الوقت لعابري الطرق على طول المدينة وعرضها.

في واجهة الرياض الشمالية وبمجرد عبورك بوابتها تصافح ناظريك عشرات الأبراج العالية باصطفافها الفريد والمنتظم على جانبي طريق الملك فهد، بدءا من حي الملقا مرورا بالمروج والمحمدية والعليا في الطريق إلى وسط العاصمة. السلبية هنا أن المعضلة التي تعانيها الرياض مع مواقف السيارات من أزمنة طويلة ستتكرر مع المشروعات الجديدة إذا لم يستدرك المسؤولون في مرحلة مبكرة ويضعون الحلول الاستباقية؛ كي لا تزدحم المدينة فتصعب الحيل وتضيع الحلول ويصل الوضع إلى حالة مزمنة منفرة ومعيقة للحركة وباعثة للإرهاق والملل. الأبراج تضفي جمالا على العاصمة لكن التقصير في توفير التسهيلات المطلوبة من روادها ستخلق منها معضلة على المدى الطويل.

الرياض العاصمة الآسرة تبدو في عيون عشاقها كفاتنة في ربيعها الخامس عشر وعلى حدود بوابتها الجوية الدولية في شمالها الشرقي في طريق العابرين لخارجها والقادمين لداخلها تتمدد على مساحة واسعة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن كمعلم حضاري بمبانيها الحديثة وبواباتها العملاقة، وعلى ذات الطريق الدائري الشرقي وعند مخرج 11 يقابل القادم منجزا من أكثر المشروعات الجديدة خدمة للمدينة وأعني بذلك طريق العروبة الذي يربط شرق المدينة بغربها في جزئها الشمالي القريب من وسطها والبعيد عن طرفها، حيث يشق بأنفاقه تحت الأرض عمق المطار القديم امتدادا من أول نقطة عند شارع خالد بن الوليد « انكاس « وحتى حي السفارات، ولا ينقص هذا الطريق الجميل حالياً سوى التخلص من الإشارات الضوئية في شرقه وغربه ليقدم نفس الخدمة التي يقدمها كوبري الخليج، وليسهم في تخفيف الضغط عليه.

في أيام عيد الفطر تقاطرت مئات الأسر للاستمتاع بالأجواء الجميلة في منتزه الملك عبد الله المقام في أرض نادي الفروسية القديم في حي الملز. أدى هذا التقاطر لازدحام الطرق المحيطة بالمنتزه نتيجة لعدم وجود مواقف للسيارات سوى المواقف الطولية وهو أمر مستغرب!

هذه السلبيات تخدش وجه المدينة الفاتن. حبنا للرياض يدفعنا للكتابة عن شؤونها إيجابا وسلبا. وآه يا الرياض تماهيا مع شاعرنا الكبير الأمير بدر بن عبد المحسن:

آه يا الرياض

ياشذى ورد الفياض

الغرس وعذوق الرطب

السيف وعقال القصب

هذي الرياض حبيبتي

رياضنا يا أغلى المدن

والله تغيرتي لأجمل تغيرتي

وصرتي البهى وصرتي الحسن

أرضك عمار وليلك نهار

يا أحلى الديار أنتي.. وآه يا الرياض

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب