28-08-2014

مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.. ليبقى كما كان

يُعد مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض من أكبر وأشهر المستشفيات في المملكة، بل وفي الشرق الأوسط، ومن أكثرها عناية بالمرضى طوال عقود مضت، ويقصده الكثير من مواطني دول الخليج العربي والعالم العربي، بل ومن بعض أنحاء العالم.

وحتى وقت قريب فإن مراجعة هذا الصرح الطبي الكبير تتسم بالانسيابية والعناية الفائقة بالمريض بل وبالمرافق.

فماذا حصل ؟

سؤال طرحه أكثر من مرافق لمريض خلال هذه الأيام لقسم الطوارئ في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.

بداية يقول أحد المرافقين ليست هذه المرة الأولى التي نراجع فيها قسم الطوارئ ونعاني معاناة مضاعفة فمريضتنا تتضور ألماً ونحن لا حول لنا ولا قوة كوننا في أرقى مستشفى في الوطن!! فلا طبيب يعاين ولا مساعد طبيب يساعد الكل مشغول بمرضى آخرين وعلينا الانتظار ساعات تصل إلى يوم كامل، إن بقي المريض على قيد الحياة! ويردف قائلاً يا أخي صار دور الطبيب نقل (أحر التعازي) في وفاة منتظر للعلاج! أمام عيني أكثر من حالة لما وصل دورها كان رد الطبيب (لله ما أخذ وله ما أبقى)!!

مواطن آخر قال استصرخ ضمير من يهمه الأمر بأن ينظر في وضع طوارئ هذا المستشفى التي لا يمكن أبداً أن تكون مقبولة بأي شكل من الأشكال، فالمسألة إنسانية قبل كل شيء وسيدي خادم الحرمين الشريفين قالها أكثر من مرة (المواطن المواطن) بل قال موصياً أمير الرياض الأمير تركي بن عبد الله عندما أدى القسم بين يديه أميراً للرياض (أحثك على المواطن أول شيء وقبل كل شيء، المواطن أهم عليك مني أنا، لأن حق المواطن حق لي أنا) قسم الطوارئ يجب أن يكون عنده القدرة الكبيرة لاستقبال أي حالة ترده وبأي عدد، لكن وضع القسم هذه الأيام لا يليق أبداً بسمعة هذا الصرح الطبي العالمي.

أعرف أن مشاريع التطوير على قدم وساق، لكنني أعرف في ذات الوقت أن أعداد المرضى في ازدياد، ولا شيء بعد الصحة، فما أصعب أن تكون المعاناة مزدوجة، معاناة المرض ومعاناة وجود الطبيب ومكان العلاج.

أمران لا ينازعني في أهميتهما منازع، التعليم والصحة،.. التعليم بفضل الله ثم بوقفة خادم الحرمين الشريفين الحازمة قفز قفزات هائلة وحقق نتائج عظيمة، لكن الطب بكل أسف ما زال المواطن يعاني أشد المعاناة، وما زال السؤال المطروح لماذا لا يطبق التأمين الطبي؟؟!!

ملف التأمين الطبي ينتقل من وزير صحة إلى آخر وكلما جاء جديد لم يحدث جديد!!

سألت طبيباً فقال لي إن المشكلة الرئيسة تنحصر في أمرين الأول: الكادر الطبي أقل بكثير من حاجة المستشفى فأعداد المرضى في ازدياد والكادر كما هو، والأمر الثاني: المستشفى لم يعد محفزاً للكوادر الطبية بعد أن تغيرت سياسته وصار الطبيب في أي مستشفى صغير يتساوى مادياً مع من يعمل في هذا الصرح الكبير!!

حقيقة لا أقدر أن أنفي ولا أثبت ما قاله هذا الطبيب، لكنني أقول: وضع مستشفى الملك فيصل لم يعد كما كان أبداً، ولا يجوز أن نفرط في هذا الإنجاز الطبي الذي حقق سمعة عالمية، ونفع الله به المواطنين والمقيمين بل وكل من احتاجه من أنحاء العالم.

إننا نناشد الجهات العليا بالتدخل ودعم هذا الصرح الطبي الكبير ليبقى صرحاً طبياً عالمياً كما كان. والله المستعان.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب