11-09-2014

نحتاج إلى تغيير الثقافة وليس المبادئ

خلال الأسبوع الماضي لم يكن حديث المجتمع انطلاق الموسم الدراسي وكيف بدأ الطلاب والطالبات أول أسبوع لهم في المدارس، كما لم يكن حديثهم عن المجموعات الإرهابية التي تم القبض عليهم من قبل القوات الأمنية،

بل كان محور الحديث هو الفيلم المثير الذي تناقلته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعية وعبر كاميرات التصوير التي وثقت الحدث ومن خلال زوايا مختلفة لذلك الموقف الذي وقع بين البريطاني وزوجته من جهة وبين رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة أخرى.

بداية أنا على ثقة بأنه لو جرى اليوم استفتاء بخصوص إبقاء دور الهيئة أو الغائه فإن النسبة الأغلب من مجتمعنا ستؤيد إبقاء دور الهيئة لأهمية ماتقوم به من دور في سبيل محاربة الرذيلة وحماية الفضيلة، ولكن كلنا يعلم بأن ماحدث لم يكن للمرة الأولى في مجتمعنا ولن يكون الأخيرة وعلى الرغم من أهمية الدور الذي تقوم به الهيئة اليوم في مجتمعنا إلا أنها تحتاج إلى إعادة النظر في الأسلوب والطريقة التي تقدم من خلالها رسالتها السامية.

أحد الأسباب التي تحتاج الهيئة إلى أن تعيد النظر فيها هي منهجية الهيئة وثقافتها في التعامل مع بعض الأحداث والتي تقوم منذ القدم وكما يظهر أمام معظم أفراد المجتمع على الترهيب والتخويف والتهديد وفي بعض الأحيان العنف غير المبرر من بعض أفرادها، وهذه المبادئ والمعايير ليست جديدة بل هي معايير تبناها بعض أفراد الهيئة اعتقاداً منهم بأنها هي الأسلوب الأمثل وقاموا بنقلها لمن بعدهم من أجيال يقومون بالعمل الميداني بهذا الأسلوب اعتقاداً منهم بأن هذا الأسلوب هو الأسلوب الصحيح، ولذلك من الصعب أن يتغير هذا الأسلوب بين يوم وليله فالتغيير يحتاج إلى وقت وجهد ومصداقية.

من الأسباب التي ساهمت في وضع الهيئة في هذا الموقف هو التسليط الإعلامي على كل ماتخطئ الهيئة بشأنه فعلى الرغم من الإنجازات الإيجابية والتي تقوم بها الهيئة بين فترة وأخرى إلا أن تكرارها أصبح روتيناً بالنسبة للبعض لا يدرك حجمه ولاوزنه فلم يعد هناك تقدير لمداهمة مصانع الخمور أو أوكار الفساد أو إنقاذ الفتيات من بعض المستغلين وأصبح الخبر الأهم هو رصد الأخطاء التي تقع فيها الهيئة وخصوصا ميدانياً وهذا الأمر ساهم في تأكيد الثقافة السلبية الموجودة في أذهان الناس عن الهيئة.

اليوم وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعية والفضائيات والنقل المباشر أصبح ضروريا على الهيئة أن تعيد النظر في طريقة عمل أولئك الأفراد لتؤكد لهم بأننا نعيش في عصر مختلف وإن الدور الهام الذي يقومون به يمكن أن يتم ويتحقق ولكن بأسلوب مختلف وبطريقة مرنة عصرية تقوم في الدرجة الأولى على احترام الإنسان وتقديره حتى لو كان مخطئاً، وهذا لا يعني أننا نريد أن نميع دور الهيئة أو أن نجعلها تغير منهجها أو مبادئها الأساسية بل نريد أن تواكب الهيئة العصر الذي تعيش فيه وتغير من أسلوبها القديم والتقليدي لتنشر رسالتها من خلال أسلوب عصري حديث.

ووفي الحقيقة فإن الهيئة تسعى جاهدة ومن خلال العديد من الإجراءات التي تقوم بها حاليا ً لتغييرتلك الصورة السلبية عنها والتي ساهم - ولايزال - بعض افرادها وعبر عقود من الزمن في جعلها صورة قاتمة يخشى الناس أن ينظروا اليها، ولكن الهيئة جزء من مجتمعنا ولزاماً علينا أن لانكتفي بتوجيه اللوم لها على سلبياتها ومواصلة انتقادها بل يجب علينا أن نتعاون معها لإظهار الوجه المشرق لها ولإبراز محاسنها ومساعدتها في التغلب على سلبياتها لندعمها في حفظ مجتمعنا من الفساد والمفسدين.

مقالات أخرى للكاتب