11-09-2014

أسوأ الرؤساء الأمريكيين!

مثلما أن هناك قائمة بأفضل الرؤساء الأمريكيين، فإن هناك رؤساء لم يستحقوا زعامة الولايات المتحدة الأمريكية، ويأتي على رأس القائمة، حسب المؤرخين السياسيين، والاستطلاعات، والدراسات، وبلا منافس، الرئيس جيمز بوكانون (1857- 1861)، وليس له إنجازات تذكر، كما أنه كان متردداً، ومهزوزاً، ولولا استباق الأحداث لقلت إنه يشبه الرئيس باراك أوباما كثيراً، مع أنه لا يصح، علمياً، الحكم على زعيم، أثناء توليه مهامه، وربما أن من سوء حظ هذا الرئيس، أن الذي خلفه في منصب الرئيس، هو أفضل رئيس أمريكي، على الإطلاق، من وجهة نظر معظم المؤرخين، والأكاديميين المختصين، وأعني إبراهام لينكولن، والرئيس جيمز بوكانان ليس السيء الوحيد، على أي حال.

قائمة أسوأ الرؤساء، في التاريخ السياسي لأمريكا، تضم أيضاً الرئيس اندرو جانسون (1865- 1869)، ومثلما أن أسوأ رئيس أمريكي كان هو سلف الرئيس التاريخي، ابراهام لينكولن، فإن هذا الرئيس هو خلف إبراهام لينكولن، أيضاً!!، وجرت العادة تاريخيا، وفي كل الأمم، أن الرئيس العظيم، مثل لينكولن، يلغي من قبله، ومن بعده، وهذا ما نراه هنا أيضاً!!، كما تضم قائمة أسوأ عشرة رؤساء، عبر التاريخ السياسي لأمريكا، الرئيس فرانكلين بيرز (1853- 1857)، والرئيس وارين هاردينق (1921-1923)، والرئيس ميلارد فيلمور (1850- 1853)، والرئيس هيربت هوفر (1929- 1933)، والرئيس مارتن فان بورين (1837- 1841)، والرئيس زاكري تايلور (1849- 1850)، والرئيس جون تايلور (1841- 1845)، مع ملاحظة أن أكثر هؤلاء حكم في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي سبقت الحرب الأهلية الأمريكية، التي انتهت بإلغاء الرق، فمن هو يا ترى السيء العاشر، والأخير، حسب الدراسات، والاستفتاءات؟!

نعم، كما توقع كثير منكم، ربما، إنه الرئيس جورج بوش الابن (2000- 2008)، وبوش الابن، كما سبق، وكتبت مراراً، لم يكن ذكيا، ولا حكيما، ولا حتى رجل أعمال ناجح، ولم يكن له من تاريخ سياسي، إلا فوزه بحاكمية ولاية تكساس، لعدة سنوات، ولا يمكن أن يترشح أحد من آل بوش لمنصب، في ولاية تكساس الجنوبية، ولا يفوز، كما يتندر الأمريكيون، وحتى والدة جورج، السيدة باربرا بوش، لم تكن مقتنعة بقدراته، ومن المعلوم أنه تم قبوله للدراسة بجامعة ييل العريقة، بوساطة من والده، بوش الأب، إذ لم تكن درجاته تشفع له بالقبول، وهذا يعني أن هناك «واسطة»، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية!!، وقد كانت مسيرته في الجامعة ليست مما يفخر به!، ومع كل ذلك أقول إن الرئيس بوش الابن ظلم كثيراً، فقد كان مقداماً، وشجاعاً، وعنيداً، وخدم البشرية بإزالة الديكتاتور، صدام حسين، الذي لا شك أنه كان كابوساً للبشرية أجمع، ولنتذكر أن العلم، والثقافة ليسا شرط ضرورة للزعامة، فأعظم الزعماء، تاريخياً، كانوا زعماء بالفطرة، لا بثقافتهم، وعلمهم!

ahmad.alfarraj@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب