11-09-2014

ما يخرج من القلب يصل إلى القلب

تحدّث قبل أيام «مَنْ أثق بدقته المتناهية في مجال النقد في الشعر الشعبي» في أحد الصالونات الأدبية، عن تأثير الصدق المتناهي في الشعر الشعبي، وكيف أن (ما يخرج من القلب يصل إلى القلب)، بدليل أن الناس تحفظ عن ظهر قلب الكثير من روائع الشعر الشعبي التي لم تُغنَّى بحناجر كبار الفنانين ولم تواكب طفرة الضوء المسلطة على الشعر الشعبي من قنوات فضائية شعبية وقبلها مجلات وصفحات متخصصة وغيرها.

وأضاف أنها قصائد رائعة «من منظور نقدي»، متى ما أُخضعت لأدوات الناقد الفنية وهذا سبب من أسباب عدة أولها ما أشير إلى فحواه في البداية، وهو صدق الشاعر الذي هو جواز مرور معناه للقلوب، مضافاً إليه الذائقة الرفيعة للمتلقي واستشهد بنماذج عدة منها قول الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري -رحمه الله-:

اعوم ما بين الليالي والأيام

مثل الغريق بمظلمات الليالي

راح الصديق اشباح ليلٍ به احلام

سراب صحصاحٍ به الزول زامي

وقول الشاعر الشيخ تركي بن حميد -رحمه الله-:

لا واحلى مع بينة الصبح باسفار

جذب الدلال وشب ضو المناره

في ربعةٍ ماهيب تحجب عن الجار

اليا حجب ولد الردي دون جاره

واخير منها ركعتينٍ بالأسحار

اليا طاب نوم اللِّي حياته خساره

وقول الشاعر عبدالله بن سبيل -رحمه الله-:

خطو الولد توّه على شبِّةٍ له

وجميع هومات المراجل براسه

يقوم بالمعروف دقّه وجلّه

والله مهيٍّ له على قُو بأسه

وخطو الولد رجمٍ على غير حلّه

لو جاز لك مبناه برّق بساسه

واستشهد بنماذج أخرى لا يتسع المجال لتدوينها وكانت أكثر مداخلات الحضور فحواها لِمَ لمْ تستشهد بنماذج لشعراء معاصرين؟ وبعضهم أضاف: هل الشعر الشعبي سابقاً أجزل مما هو عليه الآن أو أصدق طالما أن الحديث عن صدق الشعر؟

وتعارضت بعض الآراء مع وجهة نظره في أن الصدق في كل زمان ومكان، ولكن الجزالة، وهي سيدة الموقف في ذائقة الشعر، لم تعد كما كانت عليه.. وبشفافية (مدارات شعبية) أنقل تفاصيل ما دار ليكون لمتابعينا كما عودناهم المشاركة بآرائهم الغالية علينا.

- وقفة للشاعر سليمان بن حاذور -رحمه الله-:

أجي له على الداعي وودِّي على لاماه

احبه محبة، وارخص العمر واصخي له

يحير النظر لا غاب قلت آه وين ألقاه

تكسّر بي العبرات إلى ابطت مراسيله

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب