27-09-2014

كل عام ووطني بخير

أحداث مؤلمه يعيشها عالمنا العربي في وقتنا الراهن لم يكن أحد يتصوّر ما يحدث، فكأننا في مسرحية عبثية لا نهاية لها! سالت الدماء أنهاراً ورخصت وهانت النفس المحرّمة فعصي الله في كبائر الذنوب جهاراً تحت شعارات ما أنزل الله بها من سطان، بل إن بعض المجازر البشعة التي يتعرض لها الأشخاص العزّل تنسب إلى أنها جهاد في سبيل الله! تفككت دول وانهارت مقومات سيادتها وتحلّلت أجهزتها ليعيث فيها المسلحون فساداً، ورغم أن المواطن العربي في بعض الدول المنكوبة لم ير خيراً من حكومات وزعامات كانت أتخمته بالشعارات وحرمته من أبسط مقومات الحياة الكريمة، إلا أن المفارقة أن هناك من يتمنى عودة تلك الزعامات الظالمة، فما (كان) أرحم بكثير مما يحدث الآن! وأصحبت الأخبار العربية في الشاشات العالمية تستفتح بأخبار الموت والسيارات المفخخة والتهجير والخوف والمنظمات الإرهابية! شعوب عربية تعيش الفقر والتشرّد والتقتيل والتهجير في وطنها وخارجه! بعد أن سامتها المليشيات الإرهابية المؤدلجة الموت والقتل على الهوية، ويزداد المشهد سوءاً ونحن نشاهد مدناً عربيةً تُحتل من قبل مليشيات ومجموعات إرهابية كما يحدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن! وعندما نقلب الصفحة وننظر إلى وطننا، لنشاهد صورة مختلفة بفضل من الله، لنجدها الواحة المطمئنة التي يأتيها رزقها رغداً، يأمن فيها المواطن والمقيم على بيته وأولاده ومصدر رزقه! وطن لا يقتات على الشعارات المخدرة، بل إنه بلد الأفعال لا الأقوال، بلد الأمن والأمان، في وطنا نموذج قائم يؤكد أن ليس كل الشعوب العربية مضطهدة وأن ليس كل الشعوب العربية مقهورة! وأن ليس كل الشعوب العربية مهمشة ومسلوبة الإرادة، بل إن هناك دولاً منها مملكتنا ينعم فيها المواطن بالخير والنماء، وفي وسط هذا الموج المتلاطم من الأحداث، يتوجّب علينا أن نحافظ على وطننا وأمنه واستقراره وأن نتعظ بمن حولنا! أيها السعوديون في هذا البلد الكريم، ارفعوا أيديكم إلى السماء.. اشكروا الله الذي جنبكم ما أصاب بلاداً أخرى. ثم اشكروا قائد هذه الأمة وادعو له، وهو الذي عمل فأخلص، فألقى الله في قلوبكم محبته، وتذكّروا أن هذه النعمة تحتاج إلى الشكر، فبالشكر تدوم النعم وتزداد و{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}. وعلينا الحذر من مصدري الإشاعات ومفرّقي الجماعات وهادمي اللذات ممن يسوؤهم ما نحن عليه من خير، ممن جندوا للإساءة إلينا ولوطننا ويغيظهم أنتم الله علينا نعمته وأمنه، وكل عام والوطن والمواطن بخير.

alhoshanei@hotmail.com

@alhoshanei تويتر

مقالات أخرى للكاتب