01-10-2014

تمْ وأبشر وجاك كلمات هلْ نعنِيها

الكلمة أو الكلمات التي تخرج من الأفواه والوعود التي تُلقى دون إدراك ومعرفة النتائج دائما تُحرج الإنسان وتدخله في مأزق حرج مع الآخرين. الكلمة التي تخرج لا يمكن أن تعود وتبقى طول الزمن وإن طال. غالبية طبقات ومكونات مجتمعنا تعشق ترديد الكلمات التي توحي بتحقيق الوعود. هل تفي بتلك الوعود أم إنها نتحرج حين قطع الوعد. هناك من يخسر إنسانا ربما لن تعوضه الحياة حين نكرر الوعود ولا نفي بها. وعد اللسان، سيف قاطع إذا لمْ تفِ أصبحت إنسانا منافقا.

الكثير في مجتمعنا من يضرب على صدره ويقول: تمْ أو أبشر دون أن يفكر هل يستطيع أنْ يحقق الطلب أولا يستطيع، ليس عيباً أنْ تقول: لا أستطيع. الغالبية من لا يعني كلمة تمْ فهي جزء من تفاصيل حياته وفي رأيه عيب ألا يقول: تمْ. هناك منْ يحرجك ويقول: قلْ تمْ. واقعة حضرت تفاصيلها إنسان مصاب بداء السكري حفظنا الله، وهو ملتزم بوجبات معينة وكميات معينة دعي لتناول عشاء، فجأة قال أحدهم: اطلبك طلب. رد عليه: جاك. فطلب منه تناول قطعة كيك. أكلها. تعلمون ماذا حدث بعد ساعتين.

كلمات لسنا نعنيها، تجبرنا على تنفيذها والوفاء بالوعود.كلمات لا تمت للرجولة ولا للأنوثة إنها ثقافة مجتمع خاطئة وموروثة،كلمات علينا أن نفكر في نتائجها وأين تأخذنا. من ناحية أخرى أشد على يد من يستطيع أن ينفذ ما حين يقول: تمْ وأبشر. الفزعة وعمل المعروف تحول كفلاء الغرم الى المحاكم والقضايا وتوجد فجوات بين الناس. وسببها كلمة: أبشر أنا أكفلك. المواقف النبيلة للناس النبلاء الذين يُقدِرون ويعرفون الفزعة.

ما أسهل قولة أبشر، وما أصعب تنفيذها في حالات كثيرة، طريقها وعرغير ممهد، وفي نهايته هاوية سحيقة تبعدك عن محيطك الذي تعيش فيه. أبشر بعزك احذروا أن تقولوها حين لا يسمح الوضع المادي والإنساني والمعنوي. فالإنسان مواقف فلا تضيّع المواقف وتحسب عليك وليس لك، وكم من كلمةِ قالت لصاحبها دعني، فالكلمة تنطلق من أفواهنا أحيانا تقتل قد تقتل من قالها وتميت من حولها، يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم لمعاذ ولنا «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم». ومن قال لا أدري فقد أفتى هذه العبارة رسالة سامية لحفظ ماء الوجه والمحافظة على العلاقات الإنسانية دون خدش أو تجريح. أبشر وأخواتها ومن يدور في محيطها كلمات علينا تجنبهم حين تكون ما في اليد حيلة.

وعندما ينحرج الإنسان في موقف معين ويقول: تمْ أو ابشر ولم يف بوعده فهذا الإنسان يدخل في ظل مواعيد عرقوب، وعرقوب رجل يعيش في المدينة المنورة منذ زمن بعيد وقصدته مع التمر والفقير معروفه.

أخيراً كيف نعاقب أنفسنا ونقضي على راحتنا حين نلتزم بما هو فوق طاقتنا، أليس من الأجدر والأولى الاعتذار وعدم الغوص في البحر ونحن لا نعرف السباحة. تمْ وأبشر وجاك كلمات لها وجهان حسن وسيئ وفي أغلب الأحيان الوجه السيئ هو الوجه المنتشر في مجتمعنا، ولكم أنْ تتأكدوا من ذلك بما يدور حولكم من تناقضات اجتماعية. اقتبس: المتفائل يقول: إن كأسي مملوءة إلى نصفها.. والمتشائم يقول: إن نصف كأسي فارغ. تفاءل فالحياة تستحق الحياة دون جلد الذات.

sureothman@hotmail.com

www.o-abaalkhail.com

مقالات أخرى للكاتب