11-10-2014

دعاء رئيس الهلال

رفع رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد يديه للسماء داعيا ربه وراجيه أن يوفق فريقه بتحقيق البطولة الآسيوية، ودعا جماهير فريقه أن تدعو ربها بدورها أن يوفق الله الفريق في البطولة المنتظرة.

أمر بسيط جدا ومعتاد، أن ندعو الله ونطلب توفيقه في كل شيء، بل وفيه خير بالإيمان المسبق بأن الفوز والخسارة أمر من عند الله ولايغير القدر إلا الدعاء، والإنسان يدعو ربه في كل أمر به خير وأن يجنبه كل شر..حتى الآن كل شيء طبيعي أليس كذلك وليس هناك مايلفت؟

ولكن لا.. هناك أشباح لاترضى أن يمر أي أمر مرور الكرام دون أن يكون لهم السبق في البروز و»الشو» الإعلامي حتى لوكان فيه جرأة على الفتية والتحليل والتحريم، حيث قفز أحد أهم الأسماء المتشددة ليسخر من رئيس نادي الهلال وينهاه عن الدعاء لربه من أجل «كورة»!

هذا الشخص تحديدا كان أكثر المحرضين لخروج الشباب لسوريا واستمات في التحريض بين أهالي العراق واليمن، ومع ذلك يريد هو وأمثاله أن يقفز على أبسط أدوات الفرح وهو يسخر من عباد الله، فحتى الكلمات التي بين العبد وربه يريدون توجيهها كما يشاؤون.

يقول الكاتب الفرنسي فولتير: إن الذي يقول لك اعتقد ما أعتقده وإلا لعنك الله، لايلبث أن يقول لك اعتقد ما أعتقده وإلا قتلتك!

كم في هذا الجمل من حكم، وكم تنطبق بحذافيرها على مايدور من حولنا، فهؤلاء الذين يسمون أنفسهم دعاة «مجازا» لم أجد تقبلا لهذه الكلمات، فالدعوة لغير المسلمين، وهؤلاء يكررون كلاما يعرفه كل من يسكن على هذه الأرض التي يحفظ كل شخص يسكنها عن ظهر قلب كل كلمة سيقولها الداعية ليقبض بعدها على مبالغ بعشرات الآلاف ولاتقل بأي حال من الأحوال عن مبالغ الفنانين المشهورين، حتى وصلت ثورات هؤلاء النجوم من «المطاوعة» لعشرات الملايين.

والمشكلة أن الصورة النمطية للرجل المتدين تتمثل في الزهد والتبسط والفقر، ورغم ذلك إلا أن أولئك «المطاوعة الأثرياء» لايتركون أي خرم إبرة فيه بصيص من ضوء إلا تقاتلوا عليه، بل وأصبح هذا التنافس ظاهرا للعيان مما يدل على أنه أمر طبيعي فيما بينهم منذ زمن وقبل وسائل التواصل ولايرون فيه مايعيب!

مايبعث على الأمل أن الناس بدأت تتوعى بعد أن باتوا يراقبون كل مايكتبه هؤلاء بشكل مباشر وبدون رتوش..ولم تعد تنطلي عليهم الحيل، والبحث عن الشهرة الذي يعني لهم الملايين، وبعد أن كانت حدود شهرتهم في كتيبات ومنشورات يطبعونها ويرمونها تحت الأبواب أصبح هناك قنوات تتسابق للظفر بهم وببشوتهم المقصبة بالذهب، فالشهرة بالنسبة لهم تعني الجاه والعز بعد الفقر وأموالا لانهاية لها طالما أن ضوء الشهرة لازال مضاء ولاغرابة أن يستحثوا الأفكار للظهور في كل هاشتاق حتى ولو كان ضدهم فهذا لايضير طالما أن هناك من يحمي «قداستهم».

ختاما.. رغم نصراويتي وتعصبي لفريقي ومحبتي له، أتمنى من الله أن يتقبل دعاء رئيس الهلال!

www.salmogren.net

مقالات أخرى للكاتب