20-10-2014

يا إلهي.. صيحة باسم (حقوق الإنسان)!!

يا إلهي.. صيحة ساخنة تدفقت من أعماقي قبل حين بما يشبه إعصار بركان، نطقتُ بها وأنا لا أكاد أعي ما أقول أو أفعل رعباً واستنكاراً، إثر قراءتي لتقرير صحفي يتحدث عن شبكة دولية في إحدى العواصم الغربية قيل وقتئذ إنها (كانت) توزع أفلاماً فاضحة في أوروبا وأمريكا الشمالية «أبطالها» أطفال أبرياء من ذكور وإناث تتراوح أعمارهم بين الثالثة والعاشرة من العمر!

***

وقد أشار التقرير إلى أن ضحايا هذه الشبكة من الأطفال الأبرياء كانوا يتعرضون لممارسات ساديّة بشعة تبدأ بامتهانهم خلقياً، وتنتهي بالتمثيل بهم وربما قتلهم على أيدي جلادين من عصابات (أدب) الأطفال الداعر! مضيفاً أن الأطفال (المسخّرين) في هذه الأفلام (يمارسون) العمل أياماً بأكملها في ظروف من القسوة البالغة أمام الكاميرات!

***

ثم يورد التقريرُ في مكان آخر، شيئاً عن هُوية الأطفال البؤساء فيقول إن بعضهم أوروبيّو المنشَأ، والبعضُ الآخر يُؤْتى بهم من مواقع الكوارث في العالم كالبوسنة والهرسك، وتشترك في ذلك بعضُ دول أوروبا الشرقية، إذ يبُاعون لتجّار الرقّ، وسماسرة الرذيلة ثم يُهرَّبون إلى داخل أراضي البلد الأوروبي مقر العصابة، لاستخدامهم في تصوير المشاهد البشعة مع بالغين عبر أفلام ومجلات!

***

ويتحدث التقرير عن (الاقتصاد المزدهر) لهذه (التجارة) المرعبة فيقول: إن تجارةَ رقَّ وابتزاز الأطفال من الجنسين تجني ريْعاً دولياً هائلاً يقدّر بمئات الملايين من الدولارات، تمثّل قيمةَ بيع أشرطة تحوي مشاهدَ يتعرّضُ فيها الأطفال لممارسات البغي مقترناً بالعنف ثم يعاد إنتاجها كل عشرة أعوام لتُباعَ بأسعار أقل!

***

يا إلهي.. مرة أخرى، أصيح بملْء فمي، وأتساءل بحرقهٍ وألم: أيُعقل أن تُرتكب هذه الجرائم المهينة ضد الطفولة البائسة، باسم (التسلية الرخيصة) داخل قارّتيْ أوروبا وأمريكا، في الوقت الذي يَصمُّ فيه الآذانَ دعاةٌ ومتحمَّسُون في القارتيْن إمّا دفاعاً عن حقوق الإنسان، أو تلمساً لعيوب الآخرين في هذا الصدد، أو شجْباً للإرهاب والتطرُّف بكلّ صُورة وأشكاله؟!

***

وأتسأل كرة أخرى، أيُّ إرهاب وأيُّ تطرّف أقْسى وأعتى من امتهان كرامة وبراءة طفل شرّدتْه المحنُ، واثكلته الكوارثُ بتعريضه للابتزاز الوحشي، جنسياً وإنسانياً، لقاء دراهمَ معدودة؟! أليس لهذا الطفل الإنسان (حقوقٌ) تُصَان، ولا تُهَان، وحدودٌ تُهابُ ولا تُعاب؟!

***

يا إلَهي.. ما أبشعَ الإنسان حين يقْهرُه حبُّ المال.. فيتنكّرُ لنفسه ومُثُلِه وأخلاقه، ويُنكر في سبيل ذلك حقوقَ وأخلاقَ الآخرين ليْدفعَ ثمنَ ذلك أطفالٌ في ربيع العمر سُخَّروا لعمل الفاحشة تَسخيراً.. ثم لم يسلموا بعد ذلك ولا هم آمنون!

***

الكلُّ في تقديري مُدانٌ في محكمة الضمير الإنسانية.. والكلُّ مسئول عن هذه التجارة البائسة والمروَّعة معاً: يستوي في ذلك صانع الفيلم.. ومروّجه.. وبائعه ومشتريه.. ومستخدمه، البريءُ الوحيدُ في هذه المأساة: هو الطفلُ وحدُه لا سواه!

والله المستعان على ما يفعلون!

مقالات أخرى للكاتب