20-10-2014

لا للطابور الخامس

مَنْ يعِش بالنعمة ومن يتمتع بالحقوق كاملة غير منقوصة ومن ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء يجب عليه أن يدرك أن هذه القيم يجب الحفاظ عليها، وعدم التفريط بها؛ لأن زوال أي واحدة منها - لا قدر الله - يعني الضرر الكبير بحياة الإنسان اليومية؛ وبالتالي فقدانه لضرورة مهمة من ضروريات الحياة؟

نعم، إنها الحقيقة التي لا يدركها إلا أصحاب العقول النيرة التي تميز بين الخير والشر؟

إن الأوضاع التي تمر بأمتنا العربية توحي بل تثبت أن كل مقومات الحياة الكريمة أصبحت مهددة، ولم يشعر بقسوتها إلا من جربوا فقدانها؟ فهل يرضى واحدٌ منكم أن يكون مجرباً لما عاناه الأشقاء العرب؟ أكيد إجابتكم لا. وإذا كان الأمر كذلك فعليكم معرفة أننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد الصف، وتوحيد الكلمة، وتوحيد الأفكار، والاستعداد الجيد للقادم، وعلى كل المستويات؛ لأننا في عالم ملتهب؟

لا بد من أخذ كل الاحتياطات حتى لا تصل إلينا نيران الحقد والشر والتطرف، وأن يكون لنا موقف موحد حيال كل القضايا التي تهم بلادنا وشعبها. إنه من المستغرب حقاً أن يكون اهتمام بعضنا بشؤون غيرنا وعدم الاهتمام بما يخص الوطن وعزته ورقيه. ووصل بهؤلاء الأمر إلى تأييد من يعلنون العداوة للمملكة وشعبها وقيمها ومكانتها أو التعاطف معهم؟ إنها حقاً استراتيجية ناقصة من عقول ناقصة. وهؤلاء يمثلون خطراً على أمن المجتمع وتماسكه؟ إننا لا نريد طابوراً خامساً في مملكة الإنسانية بل نريد طوابير تحمل الأمانة، وتحمل الوفاء.. تسير خلف القيادة، وتدافع عن كرامة الوطن، وتحمي حدوده، وتصون مقدساته. نريد شعباً يعترف بأهمية الأمن، ويدرك أنه أهنأ عيش، وأن الحفاظ عليه يحتاج إلى استمراره وعدم الاستهانة به. إن الشعب السعودي يعيش في هذا العهد الزاهر في خيرات لا تعد ولا تحصى، لكنها تحتاج إلى الشكر الذي تدوم به النعم بقدرة الواحد الأحد، الذي أوجدها، ووهبها لعباده. وليس عيباً على الجيل الحالي أن يتذكر جيداً ذلك العصر الذي عاش فيه الأجداد، الذين عانوا من النزاعات والفرقى والشتات حتى جاء من حقن الدماء ولمّ الشمل وأنهى عصر الاقتتال.. إنه مؤسس الكيان الشامخ جلالة الملك عبد العزيز - يرحمه الله - فهل نتعظ ونشاهد بعين العقل والحكمة ما تتعرض له شعوب من حولنا، الذين استعرت بهم نيران الفتن، وأصبحت مرتعاً لعشاق الدماء؟ وإن ضعفهم سمح لكل متطرف أن يجد مكاناً لإشباع رغبته في القتل والسلب والتدمير؟ السؤال المهم: ألم يحن الوقت لنرفض كل ما من شأنه زوال النعم، ومن أهمها نعمة الأمن؟.

مقالات أخرى للكاتب