20-10-2014

بريمر وصورة أعداء أُمَّتنا (1)

تابعت عبر بعض الوسائل الإعلامية حوارًا مع بريمر، الذي أصبح الحاكم بأمره في العراق بعد احتلال أمريكا المستكبرة لذلك البلد العربي الإسلامي.

وكان في طليعة إجراءاته الفاضحة لعداوته عمل دستور يُرسِّخ العنصرية والطائفية. وقد عُهد بكتابة هذا الدستور إلى يهودي من أصل عراقي

يعيش في أمريكا. ولم يغادر بريمر منصبه إلاَّ بعد الاطمئنان إلى أن الدستور المذكور قد نُفِّذ. ومن الواضح لدى الكثيرين أن الاحتلال الأمريكي، الذي عُهد بإدارته إلى بريمر، قضى على قوة العراق؛ سياسيّاً وعلميّاً وتراثيّاً. وكان القضاء على قوة العراق خدمة جليلة للكيان الصهيوني. وقد اعترف بذلك جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا السابق. وما حدث ويحدث من نكبات في العراق منذ احتلال أمريكا لذلك البلد أمر واضح كل الوضوح.

لقد أُتي ببريمر ليَتحدَّث كما شاء وإذا به يحاول تلميع صورته وما قام به. وأظن أنه لا داعي لإيضاح ما قام به من عداوة لأُمَّتنا، وإتاحة الفرصة له ليقوم بذلك التلميع خطأ إعلامي ما كان ينبغي أن يكون.

وكنت قد أشرت إلى عداوة دولته لأُمَّتنا في مقالات عديدة. ومن تلك المقالات ما ضمَّنته أبياتاً شعرية. ومن هذه:

المشفقون على دار السلام علت

وجوههم من مآسيها تَجاعيدُ

جحافل الموت قد حَلَّت بساحتها

وضِيمَ في لابتيها أهلها الصِّيدُ

وملتقى الرافدين المستطابُ غَدا

فيه لأقدام محتلِّيه توطيدُ

ومن تلك الأبيات:

والذي قد مَسَّ مُهجتَه

لوثةٌ من فاتكِ الوَصَبِ

لا ترى عيناه ما ارتكبت

من صنوفِ البطشِ والسَّلَبِ

دولةٌ ساداتُها جعلوا

ذُلَّنا نوعاً من الطربِ

كيف لا يبدو لناظره

ما بدا من جُرمِ مُغتصبِ!

سُلِّمت بَغدادُ في طَبَقٍ

- لعلوجِ الحقدِ- من ذَهبِ

وتَلظَّى في مرابعها

مُستطيرُ الرُّعب من لَهبِ

وجَنَتْ صهيونُ ما حلمتْ

فيه من مُستَعذَبِ الأَربِ

وكان بوش الابن، الذي ارتكب جريمة احتلال العراق، متصهيناً أَشدَّ من الصهاينة أنفسهم للصهيونية.

مقالات أخرى للكاتب