31-10-2014

رياضياً.. الجهل والتعصب وجهان لعملة واحدة

بصراحة.. لم تصل الأمور في الرياضة السعودية لوضع سيئ مثل ما وصلت إليه اليوم، ولم يعد الإنسان يستغرب ما قد يسمعه أو يراه من أطلقوا ألسنتهم للعنان بين متباه أو جاهل، وقد يكون باحثا عن الشهرة للبعض منهم بعد أن فقدها أو لم يعد له وجود في المجتمع بكافة أطيافه.

لقد أفرزت لنا مسابقاتنا الرياضية المختلفة عدة أوجه قد تكون متوقعة التصرفات من طرفها وحدوث بعض المتناقضات والتجاوزات، وهذا قد بكون أمرا مقبولا في بعض الأحيان إذا كان لا يمس الأدب العام أو الخصوصية الذاتية للشخص إلا أن البطولة القارية التي لا زال يدور رحاها في انتظار تتويج البطل قد أخرجت لنا مفردات وعبارات وأخرجت لنا الوجه (........) لبعض الأشخاص الذي لم يكن مفاجأة إلا لبعض منهم الذي طغى عليه حب الذات ومحاولة إثبات الوجود، وما يؤسف له أن بعض هذا الانفلات لم يجد الرادع أو المحاسب لغياب تطبيق القانون الذي دائماً يضع حدودا وخطا احمر لكل إنسان وتصرفاته.

وإذا كنا بالأمس قد اختلفنا واتفقنا كثيراً على من أطلق أمنياته ضد ممثل الرياضة لدينا والذي ما كان يجب أن يعلن ما بداخله حتى لو كان له الحرية الكاملة فيما يشاء من مبدأ انه يوم كان في وسط هذه المعمعة وإذا كان الكل قد وجه اللوم له لاختياره المكان والزمان إذا ما أدركنا أن المكان وصاحبه عرف بعدوانيته وكرهه لهذه البلاد منبثقاً من انتماءاته الطائفية.

وفي غمار الحديث عن عتاولة الإعلام يصعق الشارع الرياضي بألفاظ نابية ومقززة تمس أغلى ما يملك الإنسان ألا وهي (والديه) وهذا يعتبر أمرا محرما دينياً بغض النظر عن أي مجال آخر كان رياضياً أو غيره، ورغم ما يتبوأه من أطلق هذه العبارات من مكانة حساسة في ناد زعيم الكل يؤازره في تحقيق الحلم إلا إنني أرى أن تواجد هذه العقليات المتلبسة بعباءة المثالية المزيفة يجب أن تغادر بلا رجعة، فالوسط الرياضي يجب أن يكون أنقى من هؤلاء الذين لم يحترموا مشاعر الآخرين وأطلقوا ألسنتهم بين مخالف للعرف أو مسيء وقاذف للإنسان، وما كرمه الله به، فهل تشهد الأيام القادمة تصحيحا ومحاولة لجعل الأجواء الرياضية لدينا نقية وصحية وقابلة لجذب الآخرين أم تستمر في غوغائيتها وبيئة طاردة لم يعد الإنسان النظيف والشريف يتمنى الاستمرار بها؟

الفلوس يالبلوي مين الي دفعها؟!

في ظاهرة خطيرة ولو لم تكن مفاجأة لأنها تعتبر سلاحا للفاشلين ومبررا لإقناع الآخرين بغير المعقول، وهذا ما حدث تماماً من المشرف التنفيذي لفريق نادي الاتحاد في ليلة خسارة فريقه من العالمي، وكأن الخسارة لم تكن متوقعة أو أن فريقه قد أدى مستوى يؤهله لتجاوز الفريق النصراوي نتفق جميعاً أن الحكم اليوناني حكم (فاشل)، وقد يكون من أحضره أفشل منه ونتفق جميعاً انه قد أضر بالفريقين بقراراته المتناقضة ولكن في كل الحالات لا يوجد مبرر لنزول المسئول الاتحادي (البلوي) إلى داخل الملعب واعتراضه بتلك الطريقة المقززة التي لا يملك من خلالها أي دليل، فمناقشة الحكم بعد اللقاء غير محرمة ومهما كان فهو جزء من اللعبة ومن حق أي مسئول أو لاعب أن يناقشه بما يريد ولكن غير المقبول هي الهرولة وادعاء الإخلاص المزيف وتوجيه بعض الألفاظ، وعند غياب الفهم يتم استخدام اليد بأنه تم (رشوته) ودفع فلوس له بدون أي دليل، وإذا كان لدى البلوي دليل على ذلك فليخرج ويتحدث لنقدم له الاعتذار جميعاً رغم أنني متأكد أن الحكم لم يشاهده أو يتحدث معه أي من أطراف الفريقين أو طواقمهما إلا أثناء المباراة، فالسؤال المطروح من دفع المال للحكم هل هو الجانب النصراوي ليفوز باللقاء أم فريق آخر مثل الأهلي الذي يعتبر المنافس التقليدي لفريق الاتحاد ومع تأكدي التام بأنه لم يحدث ولن يحدث فمهما اختلفنا ومهما وصلت حدة التنافس إلا أنها لن ولن تصل إلى حدة دفع الرشوة، فالرسول- صلى الله عليه وسلم- قد لعن الراشي والمرتشي، فهل يثبت البلوي ما فعلت يداه أو يحاسب ويحاكم بتهمة القذف واتهام الآخرين بدفع الرشوة ؟

نقاط للتأمل

- اخطأ عدد كبير من الرياضيين أو الإعلاميين في إقحام أمور دينية ودنيوية في الانتماءات الرياضية وكل واحد منهم معني بما قال، ويجب عليه أن يعتذر عن أي تجاوز قد أساء فيه للآخرين إن لم يكن تجاوز في أمور أخرى.

- لا بأس أن تتواجد في منابر إعلامية وتدلي بدلوك فإن وفقت فهو من الله، وإن حدث العكس فهو من نفسك ولكن غير المقبول أن تتواجد في قناة خارجية عرفت بعدائها وكرهها لوطنك وبلاد الحرمين بصفة عامة، وهذا دليل على الأنانية وحب الذات فالمال ليس كل شيء فالدين والوطن عينان في رأس.

- غداً يوم آسيوي كبير وعظيم أتمنى أن يتوج زعيم الأندية الآسيوية في هذه البطولة على أرضه وبين جماهيره فهو يستحق أن يكون البطل عطفاً على مكانته وسمعته وإنجازاته.

- بغض النظر عن لقاء البارحة بين التعاون والنصر وما آلت إليه النتيجة إلا أنني أتمنى أن يكون المدرب كانيدا قد ربط أمتعته وتوجه إلى إحدى صالات المطار ليغادر بتأشيرة خروج بلا عودة.

- على اللاعب المحترف في الصفوف النصراوية محمد حسين مراجعة حساباته فمستواه لم يعد مقبولا وما يقدمه أقل بكثير مما قدمه سابقاً فإذا كان عامل السن قد طغى على ما يقدم فيجب أن يغادر بذكرى طيبة قبل أن يطلب منه المغادرة.

- جلوس اللاعب الذكي أحمد الفريدي على دكة البدلاء والاستمرار باللعب بمهاجم واحد هذا أكثر ما أضر بالفريق النصراوي واستمرار المدرب للجولة التاسعة أكبر خطأ ارتكبته الإدارة.

- أشعر أن بعض اللاعبين المفلسين وكبار السن أصبح تواجدهم في الملاعب كله (هياط في هياط) والبحث عن الكاميرا والوقوف خلفها بعد اللقاء.

- ينتظر الشارع الرياضي بكامله ما ستفسر عنه لجنة الانضباط لتصرف نائب رئيس الهلال وخروجه عن النص وكذلك اتهام المسئول الاتحادي للحكام بالرشوة، فأقل ما يجب تطبيقه هو إقصاؤهم وإبعادهم عن المجال الرياضي إذا ثبت ذلك حتى تكون الأجواء الرياضية صافية وخالية من الشوائب.

خاتمة: كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا رحمته.

ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.

مقالات أخرى للكاتب