06-11-2014

حفظ النعمة بين ((إطعام)) و((مشكور))!

** أي مجتمع لا يمكن أن يتم تكامل خدماته إلا عندما يشارك أبناء المجتمع نفسه وبخاصة في ميادين العمل الخيري والتطوعي والإنساني!.

ولعل المبهج في وطننا تزايد عدد المبادرات الاجتماعية التطوعية سواء على شكل مؤسسات مجتمع مدني أو عبر أشخاص فضلاء يتبنّون هذه المبادرات البعض: عبر طرح المبادرة والبعض عبر الإنفاق عليها والتكفل بها.

***

في الآونة سرني كثيراً: التوجه نحو مبادرات ((الحفاظ على نعم الله)) عبر تهيئة وتنظيم إيصال الفائض منها إلى المحتاجين إليها بدلاً من وضعها في حاويات يتم رميها.

وقد بدأت هذه المبادرات عبر جمعيات البر والخير بشكل محدود لعدم تفرغ هذه الجمعيات لهذا العمل فضلا عن أنها تحتاج إلى إمكانات ربما لا تستطيع هذه الجمعيات توفيرها.

الآن - بحمد الله - قامت مبادرات متخصصة تبناها أخيار آلمهم ((رمي نعم الله)) في الوقت الذي هناك أفواه تحتاج إليها حيث يستلمون الفائض الذي لم تمسه الأيدي من الفنادق والمطاعم ومناسبات الأفراح والعزائم ليصل إلى المحتاجين إليه من خلال معرفة أسمائهم عن طريق جمعيات البر في تعاون محمود.

***

ومن أوائل المبادرات الاجتماعية كانت مبادرة ((إطعام)) بالمنطقة الشرقية التي يتولى أمانتها الأستاذ الفاضل حمد الضويلع الذي جعلها في أوليات اهتمامه: عملاً ومتابعة وتفانياً رغم انشغاله بأعباء عملية أخرى، وقد وجدت هذه المبادرة الدعم من رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية بالشرقية وفي مقدمتهم مركز الفوزان لخدمة المجتمع الذي جعل دعم هذه المبادرة في مقدمة مشاريع مؤسسة الفوزان الاجتماعية وقد عرفت ذلك من خلال تشرفي بعضوية مجلس أمناء المركز أو بالأحرى ((مؤسسة الفوزان الاجتماعية)) بمشروعاتها المتميزة فعلاً، فمبادرة إطعام تقوم باستلام ((فائض الطعام)) بطريقة منظمة نظيفة حتى تصل إلى المحتاج إليه طعاماً طيباً فيه كل المواصفات الصحية المطلوبة، وقد امتدت فكرة هذه المبادرة إلى العاصمة عبر فتح فرع لها بالرياض أضحى يقوم بدور كبير فقد وزّع خلال السبعة الأشهر الماضية (150) ألف وجبة متكاملة نظيفة ويقوم عليه أخ كريم هو أ عامر البرجس مع إخوة أخيار وهي تحتاج إلى المزيد من الدعم لكبر الرياض، فهذه المبادرات تتطلب عاملين على مستوى كبير من الوعي وسيارات وثلاجات تخزين وغيرها.

***

** وآخر ما وقفت عليه مبادرة ((مشكور)) بمحافظة عنيزة التي تبناها رجل خير وإنجاز هو معالي د. علي العطية حيث تبنى الفكرة من ألفها إلى يائها ويشرف عليها شخصياً رغم التزاماته العملية والاقتصادية الخاصة به.. وقد رأيت بإحدى المناسبات إحدى سيارات هذه المبادرة تصل إلى مكان المناسبة حيث بمجرد الاتصال الهاتفي بهم وبأي وقت تأتي السيارة المبردة وفيها عمالة نظيفة وضعت على أيديها قفازات يأخذون الطعام الفائض الذي لم تمسه الأيدي ليذهبوا به إلى ثلاجات التبريد ليتم تجهيزه وتغليفه وتوزيعه عبر أواني قصدير جميلة ونظيفة.

وأعتقد هناك مبادرات أخرى في مناطق أخرى لكن أنا لم أطلع عليها.. وإنني في الوقت الذي أشكر فيه أصحاب هذه المبادرات المباركة أدعو إلى تعميمها في جميع مناطق المملكة كما أتمنى أن تقوم المبادرات القائمة بدور توعوي عبر خطاب إعلامي ومنبري اجتماعي مقنع للناس بعدم الإسراف بدءاً والتذكير أن في ذلك تبذيراً لا يجوز شرعاً بل يؤثم عليه الإنسان، وأن الكرم ليس بالإسراف المادي ولكن بالاعتدال فلا نبسط اليد - بالمناسبات - كل البسط ولا نجعل الأيدي مغلولة إلى أعناقنا.

=2=

** جدول حكمة **

* (لقد علمتني تجربتي الطويلة في الحياة أن أساعد المعذبين في الأرض لأسعدهم وأسعد أنا).

قائل هذه العبارة ليس منظراً ولكنه أتبع القول بالفعل مصطفى أمين لعلنا نذكر مشروع ليلة القدر الذي تبناه حتى رحل وأسعد فيه آلاف اليتامى والمعوزين.

=3=

** آخر الجداول *

«وما يد إلا يد الله فوقها

وما ظالم إلا سيبلى بأظلم»

Hamad.a.alkadi@gmail.com- عضو مجلس الشورى السابق

فاكس: 4565576 **** تويتر @halkadi ** ** - أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر

مقالات أخرى للكاتب