06-11-2014

الشيعي السعودي

المواطن السعودي المسلم الشيعي الوطني، الوطن في قلبه وعقله، وغير مقبول أن يقول قائل إن المواطن تجمعنا به المشتركات الوطنية، فلا داعي لتأكيد المؤكد، أو إطلاق الشعارات عن وحدة اجتماعية لا تخدشها محاولات المتطرفين في كل الأطراف ليحققوا مصالحهم.أذكر أن رجل دولة كبيراً تلقى ذات يوم اتصالاً من رجل من أهالي المنطقة الشرقية، وقال له أنا في مأزق وأريد منك النصح والرأي،

حيث تقدم لخطبة ابنتي الوحيدة شاب تخرج من أميركا ويحمل شهادة الماجستير في تخصص نادر، ويتمتع بحسن الخلق، وينتمي لعائلة كل أفرادها يتمتعون بالسمعة الحسنة، ولكنه شيعي... صمت رجل الدولة الكبير، ثم قال ما زلت انتظر المأزق والمشكلة، هل انتهيت من شكواك؟ قال المتصل نعم، هل أزوجها له، قال الرجل الحكيم: إذا كنت تطلب رأياً اجتماعياً وأنت مقتنع بالشاب زوجها وهذه ليست مشكلة، المشكلة هي في الحاجز الذي يحاول ترسيخه أعداء هذا البلد.

الممارسات التعبدية الدينية يجب أن لا تفرق بين المسلمين خصوصاً، ويحب أن لا يسود الخطاب المتطرف والعدائي، ويجب أن تفتح قلوبنا ونتناسى الفوارق في الفكر أو طرائق العبادة، فالعلاقة بالله خاصة ولا أحد له الحق في الدخول بها، لكن العلاقة بالوطن والمجتمع هي علاقة عامة، يراها الجميع ويقيمها الجميع بالظاهر لهم.

والشيعي السعودي اليوم ضحية آلة إعلامية، ظلمته كثيراً وسلبته حقه في الشراكة الاجتماعية، التي لا يريد لها من احتكروا المذهب الشيعي «سياسياً» أن تنجح، ومع ذلك هناك وطنيون شرفاء، يفدون مملكتهم بالغالي والنفيس. الشيعة السعوديون ليسوا نمر النمر، وليسوا الملثمين والمشاغبين، وليسوا المرتزقة الذين تغدق عليهم حكومة العمائم، ومن يعمم الممارسات الخاطئة، أو يؤلب الرأي العام ضد الشيعة، جهلاً منه، أو لأنه يستهدف الوطن برمته، يجب أن يعاقب ويحاسب.

والشيعة السعوديون يعرفون جيداً بأن هناك من يستهدف أمن هذا البلد، في محاولة إثارة النعرات، وخلق الفتنة، ومن هذه الممارسات ربما ما حدث في محافظة الأحساء عندما قتل خمسة أبرياء وجرح 9 برصاص أطلقه مجرمون، في جريمة لا تسكت عنها الدولة التي تحمي مواطنيها.

هذه الجريمة النكراء جاءت في وقت حساس تمر به المنطقة، وقرعت أجراس الوطنية في دواخلنا لنتنبه، ونفكر جيداً بما يحاك لنا، وما يدبره البعض للانقضاض علينا من الداخل، يجب على إخواننا المثقفين الشيعة قبل غيرهم أن يقفوا بوجه من يريد الفتنة، سواء من المتطرفين أو من العصابات المأجورة.

والأحساء العزيزة بالتحديد، كانت دائماً واحة محبة ولم تدخل بين أهلها أيادي الشر، ووقف حكماؤها بوجه الفتنة، ولا زالت أصداء رسائل خادم الحرمين الشريفين التي وجهها لأبنائه هناك وحملها لهم وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله في زيارته الأخيرة تتردد، وأمن هذا البلاد ليس هشاً ولا متداعياً حتى يقلق المواطنون هناك، والإرهاب الذي أبهرنا العالم في حربنا عليه لن يهزنا ولن يهزمنا.

عن قرب:

لا لطعن التعايش الجميل في واحة الأحساء وفي كل أرجاء الوطن.

لا النخل شيعي هنا

كلا ولا الينبوع سني

فأنا من الأحساء جئت

وجاءت الأحساء مني

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب