06-11-2014

«الدالوة».. استنساخ الاحتراب الطائفي!

قرية الدالوة بمحافظة الأحساء باتت اليوم رمزاً للوحدة الوطنية السعودية، فالإرهاب الذي أطلق النار على الآمنين في حسينيتهم كان يستهدف جرحاً واسعاً في جسد السلم الأهلي الوطني، ليفأجأ بأن المواطنين من كل قرية ومدينة يواسون ويعزون أسر الضحايا ويعلنون أنهم صفاً واحداً وسداً منيعاً في مواجهة الفرقة والبغضاء ولسان حالهم واحد...هو العنوان الرئيسي لهذه الصحيفة في تغطية الحدث (إرهابكم لن يفرقنا).

***

الخطورة في حادثة الدالوة الآثمة أن الإرهاب بدأ يستهدف اللحمة الوطنية والسلم الاجتماعي في المملكة محاولاً استنساخ الاحتراب الطائفي الذي تشهده وتحترق بناره بؤر الصراع في سوريا والعراق، مراهناً على ما يبدو على العاطفة الجياشة والشعور الذي يمكن أن تنتجه هكذا عمليات، فمن استهدف تلك الدماء البريئة كان ولا شك يطمح بأن تكون مساراً لأنهار دماء تسيل دون توقف، من خلال ردود أفعال وانتقامات متبادلة، لكن ردود الأفعال الشعبية قبل الرسمية كانت واضحة وتنم عن الحصانة المجتمعية ضد الإرهاب، فالزمن القياسي الذي حددت فيه هوية الإرهابيين ومحاصرتهم من قبل أجهزة الأمن تكشف أن لا حواضن شعبية للإرهابيين والقتلة ولا سقف يؤوييهم في أرض الوطن، ورغم صدمة المأساة إلا أن في بطن كل محنة منحة كما قيل فقد عززت الحادثة الثقة في قوة الأمن وقدمت رسالة واضحة لكل أبناء الوطن سنة وشيعة أن من يراهنون على الفوضى والدمار هم أعداء الطرفين ولن يكونوا إلا خنجرا في ظهر الوطن حتى وإن أبدت ألسنتهم غير ذلك!

***

حديث الشيخ سعد الخثلان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة ومشاركة عدد من الشيوخ الشيعة والمثقفين في برنامج الثامنة مع الإعلامي داود الشريان مساء أمس الأول كان لغة جديدة وواعية بتعقيدات المرحلة وخطورة الانسياق وراء العاطفة التي يسعى الإرهابيون من الطرفين إلى تأجيجها، طرح كهذا يؤكد أن لا متسع من الوقت للتردد في خوض ميدان المواجهة مع الإرهاب، وعلى رجال الدين والعلماء والمثقفين أن يحددوا مواقفهم بوضوح فإما إدانة الإرهاب والتأليب وتقديم خطاب الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي أو الانحياز إلى الإرهاب بالمشاركة بتأجيج العواطف والمشاعر أو حتى السكوت عنها... فالجماهيرية والشعبية التي يظن البعض أن مداراتها بركوب الموجات الهادرة هي من يقدم الوقود والحضن للإرهاب والتبرير بوجوده تحت أي سبب هي إصدار لشهادة ميلاد واقع يستهدف موت الجميع.. وما زال الخيار لنا في هذا التحدي!

عبر تويتر: fahadalajlan@

مقالات أخرى للكاتب