06-11-2014

ظنون بعض الشعراء الخادعة!!

يبني بعض الشعراء الشعبيين المعاصرين مواقفهم من الآخرين على أُسس خاطئة، مصدرها حدود الظن الخادع أحياناً، بدليل تَحوُّل مواقفهم بشكل تام عمّا كانت عليه بعد أن دارت الأيام وأصبح أضداد الأمس أصدقاء اليوم! وكان الأحرى بهم التريُّث بدلاً من التسرع في مهازل مواقفهم السابقة تجاه بعضهم البعض (شعراً ونثراً) حتى تتضح الصورة على الأقل..!

وقد نهت مصادر التشريع الإسلامي عن سوء الظن من غير ضرورة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (12) سورة الحجرات، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الحَديثِ” متفق عليه، كما أن الظن السيئ محسوب على صاحبه سواء قبل اتخاذه أي موقف أو بعده، بكل انعكاس تبعاته السلبية عليه التي ما كان لها أن تكون لو أحجم بدلاً من أن يُقْدِم على تصرفه (بكل تنوّعه)، يقول الشاعر المتنبي:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه

وصدَّق ما يعتاده من توهّم

فالعتاب في حالات كثيرة مردُّه الفشل كخطوة متأخرة لاحقة لا النجاح، خصوصاً إذا كان الخطأ أكبر من العذر مهما أظهرت الخواطر تصافيها في أُطر المجاملة العابرة، يقول الشاعر العباس بن الأحنف:

وإِذا ما القُلوب لَم تُضْمِرِ الوُّدَّ

فَلَنْ يَعْطِفَ العِتَابُ القُلُوبا

فقد كثرت منعطفات طرق الحياة التي تتطلب التأني في تفسير مواقف الآخرين قبل الحكم القاطع عليها، ودراسة أسباب تصرفاتهم تجاه الآخر - له أو عليه - وتفعيل موقف الظن في غير محله على حساب الحقيقة قد يكون مُحْرِجاً جداً إلا للواثق من صِحَة الخطوة وثبات الموقف ونقاء السريرة، يقول الفارس شليويح العطاوي:

الشيخ يدمح لي ثمانين زلّه

واللاَّش ماني عن زرياه داري

وقفة للشيخ راكان بن حثلين رحمه الله:

ما قل دل وزبدة الهرج نيشان

والهرج يكفي صامله عن كثيره

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب