09-11-2014

الوعي الادخاري للمواطن

في كل بلدان العالم لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل الشأن الاقتصادي عن الوضع الاجتماعي لارتباطهما الوثيق ولتأثير أحدهما على الآخر بصورة مباشرة.

وقد اطلعت مؤخراً على تقرير حول إجمالي الودائع المصرفية في بلادنا التي وصلت لأعلى قيمة لها في تاريخها عند (1.52) تريليون ريال في أغسطس 2014م، بارتفاع نسبته 15% عما كان عليه نهاية نفس الشهر من العام السابق.

كما ارتفع مجموع الحسابات الجارية في نهاية أغسطس 2014م بنسبة 13.4 % لتصل إلى نحو (945) مليار ريال معظمها للأفراد والشركات. وتضاعف إجمالي الودائع المصرفية نحو 3 مرات خلال العشر سنوات الماضية، حيث ارتفعت خلالها بنسبة 279.5 %، وتضاعفت الحسابات الجارية للأفراد والشركات أربع مرات خلال نفس الفترة، وبنسبة 385.9%.

ما سرني في التقرير حالة الرفاهية الاقتصادية التي تعيشها بلادنا بحمد الله، مما سينعكس على الوضع الاجتماعي، وكذلك ارتفاع الودائع الزمنية والادخارية التي وصلت نسبتها إلى 23.8% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، حتى ولو كان معظمها للهيئات الحكومية والتي وصلت إلى نحو (221.7 مليار ريال) من إجمالي 390 مليار ريال بينما يحتل الأفراد والشركات حوالي 168 مليار ريال، وهو أمر يدعو للتفاؤل طالما بدأ يشيع الفكر الادخاري لدى الناس.

إن الاطلاع على الأرقام السابقة يزرع الطمأنينة في النفوس ويعزز الثقة حول متانة الوضع الاقتصادي الذي تتميز به بلادنا، ويشير إلى حالة من الرخاء؛ مما يجعل الحكومة قادرة على تنفيذ خطط التنمية بما تشمله من تشييد البنية التحتية والمراكز التجارية ومجمعات الإسكان، رغم ما يعصف بالعالم من حروب وقلاقل سياسية، وأزمات اقتصادية شائكة، فضلاً عن حالة الهلع التي تسود العالم من جراء انخفاض سعر البترول في الأسواق العالمية والادعاء بالتخلي عن النفط التقليدي بعد اكتشافات النفط الصخري الذي تقف أمام تطويره تحديات كبرى حيث تعارضه الجمعيات الإنسانية والبيئية نظراً لتخريبه البيئة والحياة البرية.

وفي الوقت الذي نحمد الله على نعمة الأمن والاستقرار؛ لنأمل بتنويع مصادر الدخل للدولة من ناحية، والمزيد من الوعي للمواطن فيما يتعلق بالاستثمار والادخار بدلاً من الشره الاستهلاكي الذي لا يعود عليه بالنفع ولا يمكِّنه من المشاركة ببناء وطن يرفل بالرفاهية من خلال دعم خطط الحكومة بإحلال المواطن في العمل بدلاً من الوافد لنوقف هجرة أموالنا للخارج، فلا تكون دماً فاسداً، بل دماء متدفقة لرفعة الوطن ونمائه.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب