13-11-2014

العاطلون في الأرض..!!

التسويق الرياضي صناعة متكاملة مثل أي صناعة هدفها الأول والأساسي هو الربح، وكأي صناعة أخرى لها أعداء، في تسويق كرة القدم تكمن عدة أشياء بمثابة أساسيات إذا وقعت فستكون النتائج عكسية، ومن ثم عجلة تلك الصناعة قد ترجع إلى الوراء.

أحد هذه الأشياء ما سمي في علم التسويق الرياضي بالـ «Pay,no play» أي الدفع بدون لعب!, أن تجلب اللاعبين بملايين طائلة في عقود ثم مرتبات أسبوعية ومكافآت ثم لا تجد أي مردود لذلك على أرض الملعب نتيجة جلوس ذلك اللاعب أو ذاك على دكة الاحتياط لضعف مستواه أو لتكرر الإصابات.

تشيلسي اللندني على سبيل المثال حالة فريدة في علم التسويق لهذه الظاهرة حيث ابتلي بها وعلى يد أكثر من لاعب الموسم الماضي والذي سبقه بدءاً من الجناح الأيسر مالودا الذي جلس احتياطياً عام كامل من مايو 2012 إلى يوليو 2013 بدون أي استفادة منه وهو يستلم أسبوعياً 80 ألف جنيه إسترليني، أي 4 ملايين جنيه إسترليني في العام ليصبح من أغنى عاطلي العالم، إلى أن قام مورينيو بترحيله إلى طرابزون سبور التركي.

الجناح الأيمن «ماركو مارين» مثله مثل مالودا، لم يلعب بالمرة وكانت قيمة تعاقده 8 ملايين يورو قادماً من ألمانيا، الإسرائيلي «يوسف بن عيون» هو الآخر تقاضى راتباً تعدى الـ 20 ألف إسترليني أسبوعياً بدون أي مردود تسويقي مربح من اللاعب إلى أن ضجت منه الجماهير واستجدوا مورينيو ليتخلص منه وبيعه في انتقال حر إلى ليفربول.

مانشستر خطا على نفس خطاه في هذا الخطأ التسويقي الفادح وتكلف 100 الف إسترليني أسبوعياً هو راتب البرتغالي»ناني»!، في نفس تلك الفترة كان بجوار ناني على الدكة كل من «كاجاوا»براتب 80 ألف إسترليني، وفليتشر الذي تغيب 9 أشهر متواصلة كان يتقاضى أسبوعياً فيها راتباً تخطى الـ60 ألف إسترليني.

ريال مدريد باعتباره شركة تسويق أكثر منه نادياً له إستراتيجية تسويقية رائعة للقضاء على هذه الظاهرة حيث يتم ترتيب قيم الرواتب حسب فلسفة وضعها «فلورنتينو بيريز» رئيس النادي وهو أمر يحسب له لتدخله في أمور التسويق والاستثمار في اللاعبين، الأجور توزع على 5 أسس بالنسبة لبيريز هي: اللاعبين الحاصلين على الكرة الذهبية! (مثل رونالدو براتب 17 مليون يورو سنوياً، ثم المرشحين للكرة الذهبية! (بيل وكروس)، ثم لاعبين يعتبرون مرجع في الفريق!، (القادة مثل كاسياس وراموس)، ثم يليهم لاعبو الطبقة الوسطي!، ثم اللاعبون الصاعدون! وهم يتقاضون مرتبات قد لا تضر بالنادي تسويقياً وإن طالت فترة جلوسهم على دكة الاحتياط حيث لا تزيد على 2 مليون في أحسن الأحوال (ايسكو 2 مليون، كارفاخال 1.2 مليون، موراتا 0.8 مليون).

محلياً حدث ولا حرج هناك لاعبون أكاد أجزم أن الأندية السعودية تورطت في تسويقها وورطت في سلوكها وورطت في ملازمتها لمركز العلاج في النادي وكل ذلك بسبب عدم وجود المسوق الناجح من قبل النادي أو وكيله.. مستقبلاً ربما قد نستفيد من تلك الفلسفة التسويقية المدريدية لتفادي ورطاتنا المحلية.

حدث في السيتي

في موسم 2011 تفادى مسؤولو السيتي الإماراتيون سيناريو مالودا مع تشيلسي أثناء أزمتهم مع تيفيز، كان الأرجنتيني يتقاضى أسبوعياً 250 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع (390 ألف دولار أمريكي) أي أكثر اللاعبين دخلاً على الإطلاق، رفض تيفيز تنفيذ أوامر المدير الفني مانشيني في مباراة بايرن ميونخ وقتها دوري الأبطال وهو ما جعل مانشيني يجلس تيفيز احتياطياً طيلة الموسم، الأمر الذي كان يهدد الإماراتيين بكارثة تسويقية وهي خسارة 11 مليون يورو على الأقل قيمة رواتب ومكافآت اللاعب، إلا أن محامي النادي قدم الحجج القانونية التي أثبتت صحة واقعة سوء التصرف وتم على أثرها وقف صرف راتب اللاعب وإنقاذ هذا المبلغ، إلى أن تمت التسوية مع تيفيز وانتقاله إلى نادٍ آخر.

KhalidAlrubian@

مستشار تسويق

مقالات أخرى للكاتب