14-11-2014

المنتخب فوق الجميع

أشير إلى ما كتبه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في زاوية مسارات بجريدة الجزيرة بعددها رقم 15381 بتاريخ 8/11/2014م تحت عنوان «بنطلون مختار» وحقيقة تعقيبي هذا وإشاراتي تلك ليس موجهة للاعب لأنه بشر يخطئ ويصيب ويحتاج الى وقت حتى يدرك حقيقة الناصحين ورؤية المنظرين ولكن موجه لمن يملك العقل والتفكير والسن والرؤية والبصيرة ويقود منظومة رياضية واجتماعية لها ثقلها في المجتمع السعودي وما أثاره الإعلام من زوبعة في فنجان طيني حول هذه الظاهرة التي انتقدت انتقاداً مميزاً في الإعلام الصحفي فكان النقد هو رأي عام وكل شيء عرضة للنقد والنقد بحد ذاته هو مرآة صادقة تعكس الوجه الحقيقي للرؤية الصالحة لمن يكون قلمه وفكره مصلحاً.. اللاعب (مختار فلاتة) عندما جاء للفندق لم يأت حفل صديق او دعوة رفيق يلبس كيف يشاء أو يتنكركيف أراد، وهذه لا شك هي حريته الشخصية لمن يطرق الحرية اسماً دون مضمون والتي نقرها جميعاً، لكنه عندما جاء للفندق جاء في مهمة رسمية وطنية وهذا الاصطلاح يعني أن له الشرف في تمثيل الوطن وهذا الشرف له معايير وأسس ينطلق منها وهي الاعتدال في التصرفات والهندام، وبالتالي تطبيق هذه المعايير الوطنية هدف بالدرجة الأولى مراعاة العادات والتقاليد المقبولة كحد أدنى في المجتمع، فوزارة الداخلية تطبق معايير معروفة في اللبس عند مراجعة المواطن للدوائر الحكومية لأن هذا اللبس هو احترام أدبي للجهة التي جاء لها المواطن والتزامه بها يعني أنه جزء من هذا النسيج الوطني الغالي، ولاعبنا الكريم جاء لجهة هي تمثل جهة حكومية من وجهة نظري هي (المنتخب السعودي لكرة القدم ) فلم يحاسب عندما يأتي حتى بشورت قصير الى النادي الذي يرتبط معه بعقد احترافي فهذه النقطة قد تكون فاتت على (لاعبنا الكبير وأخينا الصغير) الذي نقدره ونحترمه ونجله كفرد من أفراد بلدنا الغالي يدافع عن الوطن في ميدان آخر، فمن البديهيات أن يتقدم هو بنفسه للاعتذار للجهات المسؤولة للمنتخب عن تلك الهفوة غير المقصودة (وجلَّ من لا يخطئ) لأن من الشجاعة والخلق الرفيع الاعتذار وهي شيم الرجال متى ما كانت الرؤية صادرة من جهة رقابية يخضع لها أن تتدخل جهات أخرى وتنبري للدفاع عنه فهي أشبه بمن يصب الزيت على النار.. توجيهات صدرت يجب أن تحترم خاصة من رجل مكلف ومحنك ومثقف وصاحب رؤية ونظرية محترمة في عالم كرة القدم (وكابتن المنتخب سابقا) الدكتور عبدالرزاق أبو داود، فكيف تكون اشكوى على مسؤول سعودي يدير منظومة الوطن، وما علاقة النادي بحالته الراهنة أو التوجيهات التي تصدر طالما هي ضمن مدة التشريف للمنتخب الترفع عن مثل هذه الأمور تزيد الروابط قوة وترفع من مستوى الكرة السعودية والاحترام خط أحمر والوطن فوق هذا شبكةخطوط حمراء لا يمكن المساس بها كل أنظمة الاحتراف في العالم رفعت من شأن الكرة فيها إلا احترافنا نراه يجر الإنجازات إلى الخلف بسبب عدم وضوح الرؤية لدى بعضهم، وهذا لا يمكن علاجه أو القضاء عليه إلا من خلال وضع لائحة تنظيمية وسلوكية تحدد الواجبات والمهام والمسؤوليات والجهات ذات العلاقة لتنظيم شؤون الكرة السعودية ولعلني وبخبرة قد تكون متواضعة أقدم هذا المقترح لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد, الرئيس العام لرعاية الشباب لتكون نواة للتطوير وخطوة لخلق التوازن بين الأندية التي تغطيها مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم وبين الرئاسة العامة لرعاية الشباب وذلك من خلال النقاط التالية:

1- إحداث وكالة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمسمى (وكالة الرئاسة لشؤون المنتخبات الوطنية) تتفرع منها إدارات عموم لكافة الألعاب الرياضية التي تشارك فيها المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية.

2- ارتباط (لاعبي) المنتخب السعودي لكرة القدم بالإدارة العامة لمنتخب كرة القدم بالوكالة تنظيميا وسلوكيا منذ لحظة اعلان تشكيلة المنتخب الوطني وتحديد مشرفي المنتخب والمسؤولين عنه حتى انتهاء المهمة المكلفين فيها وطنياً.

3- إيجاد لائحة تنظيمية شاملة تكون ابوابها مقسمة على التنظيمات الإدارية والمالية والسلوكية، وكذلك تحديد الأزياء الرياضية التي يجب أن يرتديها اللاعبون خلال انتظامهم للمعسكر الوطني، وهذه اللائحة تشمل الحقوق والواجبات لكل لاعب يمثل المنتخب من حيث المكافأة المالية والحقوق العلاجية والتأمين الصحي الشامل.

4- تفعيل دور العلاقات العامة والإعلام والنشر بالرئاسة في رصد كل التصريحات الإعلامية التي تصدر من المسؤولين في الأندية الرياضية سواء عن اللاعبين وهم في الواجب الوطني أو مسؤولي ومشرفي المنتخب والمحاسبة الدقيقة لكل من يتدخل في (لاعب كرة القدم المنضم للمنتخب) طالما هو في مهمة وطنية محددة وفقا للوائح والانظمة سواء كانت هذه التصريحات أو التغريدات الإلكترونية في الصحف أو جهات التواصل الإلكتروني او غيره من الجهات التي تخلط بين الغث والسمين.

5- إيجاد وحدة متخصصة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب هدفها التوعية الرياضية المعتدلة لنبذ التعصب الرياضي بين الفرق الرياضية والتآخي بين الأندية من خلال رؤساء الأندية والبعد عن التصريحات والمناقشات التي تهدم جهود اللاعبين.

6- ضرورة وجود وحدة خاصة بالأمور النفسية واحتواء لاعبي المنتخب المنظمين من الأندية من خلال الدوري وانعكاساته على العطاء المهاري والصفاء الذهني ورفع الروح المعنوية للاعبي المنتخب ودورهم في رفعة راية الوطن في المحافل الدولية امتدادا لأمجاد من سبقوهم من أبناء الوطن الأوفياء الذين قارعوا أعتى المنتخبات في كأس العالم.

Alanazy111@Hotmail.com

- مدير عام بوزارة التربية والتعليم سابقا

مقالات أخرى للكاتب