18-11-2014

أيها النفط... ويلٌ منك.. وويلٌ عليك!!

تنشط المضاربة في أسواق النفط ويستغلها المضاربون بشكل واضح عند بزوغ أية أزمة مالية عالمية، فلهم دور واضح في رفع الأسعار، وهم عادة لا يقومون وحدهم بدفعها إلى الأعلى، بل هناك تقارير وبيانات صادرة عن شركات استثمارية متخصصة تتوقّع وصول أسعار النفط مستقبلاً إلى مستويات 200 دولار للبرميل! في ظل وجود الصراعات في العراق وليبيا. ولكن وكالة الطاقة الدولية غير متفائلة حالياً، وترى أن السوق النفطية دخلت مرحلة يائسة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني كأكبر مستورد من جهة، ومن جهة أخرى طفرة إنتاج النفط الصخري الأمريكي، مما يجعل العودة إلى الأسعار المرتفعة أمراً غامضاً.

ونزول أسعار البترول هو من مصلحة الدول المصدرة وكذلك المستوردة له، حيث يؤدي ارتفاعه لانكماش اقتصاد الدول المستوردة فتضطر لرفع أسعار منتجاتها المصدَرة مما يضر الدول المنتجة للبترول، فضلاً عن هاجس البحث عن بديل من لدن الدول غير النفطية وهو ما يجعلنا نأمل بالتوصل لثمنٍ عادل له.

ولا شك أن انخفاض أسعار البترول سيؤدي بالنهاية لرخص السلع المستهلكة وستكون بمتناول المواطن العادي صاحب الدخل المتوسط والمتدني، وسيلقي بظلاله حتى على قيم العقارات والسيارات والأثاث، ولكن نرجو ألا تهوي أسعار النفط عمَّا هو متوقع وما رصدت الحكومة من موازنة للدولة لأن ذلك سيؤدي لتعطل المشاريع أو توقفها.

ولعل التصريح الأخير لوزير النفط علي النعيمي بأن ارتفاع أسعار النفط سلبية على صناعة الطاقة وأنها ستتسبب بركود الاقتصاد العالمي، ورغبة المملكة في رؤية عادلة ومعقولة لأسعار النفط بحيث لا تضر بالانتعاش الاقتصادي العالمي خصوصاً الدول النامية والناشئة المستوردة للنفط، وهذا الأمر يبعث على الراحة ويخفف حدة التوتر من الانخفاض القاسي الذي ربما تتعرض له السوق النفطية، بل إن بلادنا قد تشعر بالارتياح إذا ما استقر النفط عند80 دولاراً للبرميل لمدة عام أو اثنين، مما يسهم بقطع الخط على النشاط المتوالي للبحث عن النفط الصخري وتطوير استخراجه، ووقف التهديد حول الاستغناء عن نفط دول الخليج.

وفي ظل الهاجس والتخوّف من انهيار سعر البترول كما حصل في زمن مضى، حيث بيع البرميل بأقل من عشرة دولارات؛ تبقى السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومتنا صمام أمان يحقق لنا الارتياح النفسي، فلا نقول ويلٌ منك أيها النفط ولا ويلٌ عليك، فهو نعمة وهبها الله بلدنا وتحتاج لتدبيرها بفكر وسياسة ومهارة، و.. شكر دائم.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب