19-11-2014

الأمير محمد بن نايف .. نجح في مكافحة الإرهاب وها هو ينتصر -بإذن لله- على المخدرات

(إن آفة المخدرات من أخطر ما يواجه عالمنا من مفاسد في العصر الحديث، ونحن في منطقتنا مستهدفون، فعماد الوطن شبابه، فإذا أُفسد سقط الوطن وانهار.

إن الإنسان قد يفسد لكن بمسلكه فحسب، أما صحته فتظل سليمة ويهديه الله ويستقيم ويعود بشراً سوياً وقد يمرض الإنسان ويعالج ويشفى من مرضه ويعود إنساناً صالحاً في مجتمعه، لكن المخدرات تفسد الجسم والعقل معاً، فيصبح المدمن غير مؤهل لأن يصلح من أي جهة).

من كلمة لفقيد الوطن، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- هذا الرجل الذي استشعر هذا الخطر العظيم الذي بدأت آثاره تظهر جلية في المجتمعات الإنسانية بشكل عام، والمجتمع العربي على وجه الخصوص، وقرأ الراحل واقع المخدرات في المملكة وأدرك مبكراً أن القضية ليست قضية تجارة فحسب، بل إن الأمر استهداف لمقدرات هذا الوطن وشبابه، لهدف أبعد وأخطر.

وقد تولى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- هذا الملف منذ أن كان مساعداً لوزير الداخلية وعمل بكل جد واجتهاد لحماية الوطن من هذه الآفات المدمرة وما زال يدعم ويوجه رجال المكافحة ورجال اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بل إنه وكما قال لي أكثر من مسؤول لا يرد طلباً يحقق هدفاً من أهداف حماية المجتمع وتوعيته.

لقد تابع سموه هذا الملف وأولاه عناية فائقة لا تقل عن عنايته ومتابعته لملف الإرهاب الذي حقق فيه سموه نجاحاً كبيراً صار مضرب المثل عالمياً.

يقول سموه: إن جريمة المخدرات باتت تعاضد الفكر المنحرف والفعل الإرهابي وتوفر له مصادر التمويل دون اعتبار من يكون الضحية لهذا الفعل الإجرامي سواء كان فرداً أو أمة ودون تمييز بين معتقد أو مجتمع وآخر.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه خلال افتتاحه أعمال «الندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات» والتي نظمتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات في الرياض.

وقال سموه إن المملكة من منطلق مبادئها الإسلامية السامية ومرتكزاتها العقدية والأمنية والاجتماعية تقف بكل عزيمة واقتدار ضد الجريمة بأشكالها المختلفة وتساند كل جهد عربي وإقليمي ودولي في مواجهة الظواهر الإجرامية بكل أبعادها ودوافعها وآليات تنفيذها وطرق تمويلها وفي مقدمة هذه الجرائم جريمة الإرهاب وقرينتها المخدرات آفة هذا العصر والخطر الذي يتهدد استقرار المجتمع الإنساني.

وأضاف سموه أن الأمر يستوجب موقفاً دولياً حاسماً ليس على الصعيد الرسمي فقط بل على المجتمع بكل أفراده يتحمل مسؤوليته أيضاً، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن آفة المخدرات جريمة تهدد حياة الجميع ولا تقف عند التعاطي أو الترويج لسمومها القاتلة.

لقد باتت المخدرات تشكل خطراً على الإنسان والوطن، كون ضررها متعدياً، ضرر مادي، وضرر صحي، وضرر ديني، وضرر اجتماعي، بل وضرر أمني.

فكما قال الأمير نايف -رحمه الله- إن المريض ممكن يشفى ويعود منتجاً، لكن متعاطي المخدرات لا يمكنه العودة لنفع مجتمعه.

كتاب الرأي الذين كانوا ذات مساء في ضيافة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات سمعوا من أمينها العام كلاماً مؤلماً عن هذه الآفة، وكيف وقع في براثنها شباب صغار وشابات صغيرات، كيف كانوا وكيف أصبحوا، نظارتهم ذبلت، وعقولهم ولت، ودينهم أصيب في مقتل، ووطنهم يحاول أن يستعيدهم بكل ما أوتي من قدرات.

وسمعوا من الأمين العام كلاماً مبهجاً غير مستغرب، وهو أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية فاتح لهم كل أبواب الدعم المادي والمعنوي ليؤدوا رسالتهم ويحققوا أهدافهم على الوجه الأكمل.

محمد بن نايف دون أي لقب مستحق إلا لقب رجل الأمن المخلص والمسؤول الواعي الحريص على الوطن والمواطن، المجابه لأشرس شياطين الأنس الذين قبلوا أن يكونوا أداة في أيدي الأعداء يخربون الأوطان ويقتلون الإنسان، جابههم بحزم وعزم لا يعرف الكلل ولا الممل، فحقق بفضل الله وتوفيقه نجاحاً باهراً في تجفيف منابع الإرهاب وملاحقة المخربين داخلياً وخارجياً، فأصبح هذا النجاح السعودي مثالاً يحتذى ودرساً يتبع لدى الكثير من دول العالم.

المخدرات لا تقل خطراً عن الإرهاب فهي إرهاب من نوع آخر، وقد قال خادم الحرمين الشريفين في أكثر من حديث أن المخدرات صنو الإرهاب ووجه سمو وزير الداخلية ورجال والجهات المعنية بمحاربة هؤلاء المجرمون الذين يريدون ببلادنا وشبابنا السوء والضياع.

وها هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف يعلن عملياً تنفيذ التوجيهات السامية بدعم لا محدود لكافة القطاعات التي تتصدى لمهربي ومروجي هذه السموم.

لا أجد ما يمكن أن يفي بحق من منح شباب الوطن جل اهتمامه فكرياً وأمنياً، إلا خالص الدعاء بأن يمد سموه بعونه وتوفيقه.

والله المستعان.

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب