23-11-2014

إعلاميات داعش

في أول ظهور إعلامي للسعوديات عبر الصحف، لم يكن مقبولاً لدى المجتمع الكتابة بالاسم الصريح سواء بكتابة مقال أو نظم شعر وغيره من الفنون الإعلامية، ناهيك عن الإذاعة والتلفزيون، حيث لايزال الأمر غير مستساغ عند المتشددين برغم وجود سعوديات تخطين العقبات وظهرن في التلفزيون بكامل حشمتهن وأناقتهن ويحظين بالاحترام والقبول.

ووسط أجواء القسوة الاجتماعية والتزمّت الديني الذي لم يفتح المجال واسعاً أمام المرأة الإعلامية، نرى تنظيم داعش الإرهابي يجند سعوديات هاربات ومتأثرات بالفكر المتطرف للعمل لديه إعلاميات، في مفارقة عجيبة في توظيف الدين بشكل غريب! حيث توكل داعش لسعوديات بقيادة الإعلام الترويجي لأعماله والدفاع عنه والتحدث باسمه! ودشنت ريما الجريش حسابها في «تويتر» وسردت طريقة هروبها من المملكة، وتساندها بالدفاع ندى القحطاني بمعرف (أخت جليبيب). والتي احتدم النقاش بينها وبين أحد المتابعين لها حول خروجها من المملكة بلا محرم برغم تشددها الديني فقالت: إنني لم أسافر وإنما هاجرت!! ومن يقرأ تغريداتها يلمس تحولها لمحارِبة إلكترونية بارعة، وفي تويتر تحولت أسماء الفتيات منهن إلى (كُنى) تورعاً عن ذكر الاسم رغم أن التاريخ أورد أسماء أمهات المؤمنين والصحابيات كاملة، واستبدلت الإعلاميات هناك صور العرض الشخصية بصور دماء ورؤوس معلقة وبعضهن اكتفت بشعار التنظيم الأسود. ويعد تنظيمُ داعش مواقعَ التواصل الاجتماعي ساحةَ حرب قوية ضد مناوئيه من لدن من أسمين أنفسهن بـالمناصرات!!

وتقوم الإعلاميات بالامتثال لأوامر التنظيم في بث البيانات من خلال (سرية الخنساء الإعلامية) التي تضم أقسام التحرير والرفع والنشر والتصميم والمونتاج! ويثني أحد قائدي داعش عليهن وأن العمل لا يكتمل إلا بوجودهن، بقوله (ورشة عمل بلا أنصاريات ورشة غير كاملة)!

والعجيب أن التنظيمات الإسلامية المتشددة عادة تتجاهل المرأة وتسترذلها كتنظيم القاعدة الذي لا يقدرها ولا يعترف بتعليمها، فهي لخدمة الجهادي فقط، بينما يستقطب تنظيم داعش النساء، ويدعوهن للتظاهر في المملكة والهجرة منها بدون محرم أو حمل جواز السفر، ومن ثم تحويلهن لمحاربات إلكترونياً مثلما يحشد الشبابَ والأحداثَ السعوديين ويدعوهم لتنفيذ عملياته الانتحارية.

وأرجو ألا تغتر أية امرأة بما تحظى به (حريم داعش) من تقدير وهمي يخدم مصالحهم، لأن المرأة الحرة الأبية التي ترفض فكرهم تتعرض للاغتصاب والسبي و.. البيع!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب