كثرة الأكل
* أشتكي من كثرة الأكل، وكما تعلمون أن كثرة الأكل مذمومة، وحاولتُ كثيرًا التقليل منه ولمُدَّة طويلة، ولكن ما استطعتُ، وإن فعلتُ؛ فكنتُ أُقلِّل لفترة وجيزة لا تتجاوز الأسبوعين، ثم أعود إلى ما كنتُ عليه، فما نصيحتكم؟
- الإشكال أن كثرة المأكولات التي وُجدتْ في عصرنا، ولم تكن موجودة قبلنا، والتفنُّن في إعداد الأطعمة؛ يجعل الإنسان يُسرف في الأكل، والمشكلة أن هذه الشكوى كثيرة، فأُناس عاشوا مُددًا متطاولة على نمط من الأكل، ثم انفتحت الدنيا، وتنوَّعت المأكولات، وتفنَّن الناس، ثم صاروا يأكلون ما لا يأكلونه قبل. ولا شك أن كثرة الأكل مذمومة، وتعوق عن تحصيل مصالح عظيمة، كما يقول أهل العلم:(البِطنة تُذهِب الفِطنة)، ولهذا أثر على الحفظ، وأثر على العبادة، وأثر على اجتماع القلب. وكثرة الأكل من الصوارف والصوادِّ التي تصدُّ الإنسان عن الإقبال على الله -جلَّ وعلا-، ومن أسباب غفلة القلب.
وذكر ابن القيم -رحمه الله- في (مدارج السالكين) أن كثرة الأكل، وكثرة النوم، وكثرة الخلطة، وكثرة الكلام، وكثرة الاستماع إلى ما لا ينفع؛ كلُّ هذه تأثيرها على القلب كأنها فُرَج أو فتحات يتنسَّم منها القلب المُجتمِع، فتصوَّر أنك وضعتَ طيبًا في مكان مغلق محكم الإغلاق؛ سيحتفظ به مُدَّة طويلة، لكن لو كثُرتْ هذه الفتحات في هذا المكان، فهل سيستمر هذا الطيب؟ فهذه الأمور كأن القلب يتنفَّس من خلالها في تضييع ما جُمع، فعلى الإنسان أن يُقلِّل منها.
تجزئة سورة السجدة في فجر يوم الجمعة
* منهم مَن يقول: إن تجزئة سورة السجدة في فجر يوم الجمعة بدعة، فهل هذا صحيح؟
- أهل العلم يقولون: لا تتمُّ السُّنَّة بهذا، والسُّنَّة أن يقرأ في الركعة الأولى في فجر الجمعة سورة {الم} السجدة، وفي الركعة الثانية سورة الإنسان {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ} [الإنسان:1]، فإن قرأ إحدى السورتين في الركعتين فلا تتمُّ بذلك السُّنَّة، ولا يتمُّ بذلك الامتثال، لكن هل يدخل ذلك في حيِّز الابتداع، أو نقول: إنه قرأ ما تيسَّر كما أُمر؟ أما إن كانت قراءته لهذه السورة في فجر الجمعة في الركعتين يريد بذلك الاقتداء والائتساء، وأن هذا يتمُّ به الامتثال؛ فنقول: لا، لا بد أن تُقرأ السورة كاملة في الركعة الأولى، وقسْمها في الركعتين لا تتأدَّى به السُّنَّة، أما كونه يدخل في حيِّز الابتداع بمثل هذا؛ فلا -أيضًا-؛ لأنه فَعل ما أُمر به، فإنه أُمر أن يقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسَّر، وقد فَعَل، اللهمَّ إلَّا إذا تعبَّد بذلك، واتَّخذه عادة وديدنًا؛ فمثل هذا يتَّجه في حقِّه القول بمثل هذا.
كيفية تعامل الأب مع أسئلة ابنه الذكي حول أصول الدين
* سائل يقول: إن له ابنًا ذكيًّا -ولله الحمد- يُعلِّمه أصول الدين، لكن الابن يطرح عليه أسئلة تُحرجه؛ لأنه قليل العلم، فما نصيحتكم لهذا الوالد؟
- هذا الوالد إذا كان لا يستطيع الإجابة على أسئلة هذا الولد يُحيله إلى مَن يستطيع الإجابة، أو يُحضر له من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة المحرجة له، ويتم -إن شاء الله- حل الأسئلة بواسطة مَن لديه الخبرة والمعرفة بمثل هذه الإشكالات.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-