فهد الدهمش المسعري - حريملاء:

حينما تمتزج السجايا الكريمة والخصال الحميدة في شخصية فإن القلم يسيل بلا أمر مُشيداَ بها ومسطراً لمعانيها، فها هو رئيس مركز الفايزية بوادي الدواسر الشيخ الأمير تركي بن مرّان بن قويد يحمل بين جوانحه شعوراً وحسّاً عميقا تجاه دينه ثم وطنه وولاة أمر هذا البلد المعطاء.

نهل الشيخ تركي بن مرّان من نهرِ خبرة والده الطويلة فقربهُ من والده واحتكاكهِ به كان له الأثرُ في صقلِ شخصيته؛ فتشرّبَ علومَ القيادةِ ومكارمَ الأخلاقِ من كرم وسخاء ولين جانب وتقوىً وورع، ومما يجدر ذكره في هذه المناسبة حديث والده مرّان عن الملك عبد العزيز في لقاء إعلامي وهو كالتالي: عبد العزيز من يوم ظهر وتولّى علينا والخير كاثر والشر منكًف وعلومه طيبة مع الجميع ومن بعده عياله.. إلخ.

يقول الشاعر محمد آل حنايا في الثناء على مرّان بن قويد رحمه الله:

الشيخ أبو زابن له عزوم وفعول

فعله ينومس والقبايل شهودي

هذا نقل حمله وذاك مكفول

ومن لاذ به يلقى الفرج والسعودي

كم سجينٍ حط من دونه قفول

ثم أطلقه من محكمات القيودي

جاهه وفعله ما هو بمجهول

شيخٍ يحل محكمات العقودي

ساهم الشيخ تركي بن قويد بشكلٍ أساسيّ في حلّ نزاعاتٍ وتسوية مشاحنات لدى القبائل، وكذلك أيضاً وجه النداءات من على منبر إصلاح ذات البين مما كان له الأثر الإيجابي على حياة المجتمع بشكل عام وعلى الفرد بشكل خاص وهذا هو ديدن رجال المليك والوطن. كما عرف الشيخ تركي بن قويد بأنه مضرب مثل في تواضعه وقد شهده وشاهده العيان وكأن البيت الشعري التالي يحاكي سماته:

وأحسن أخلاق الفتى وأجلّها

تواضعه للناس وهو رفيع

ويجدر بنا في هذه العجالة أن نورد بعض الأبيات الشعرية التي قيلت في جناب الشيخ الأمير تركي بن قويد -موضوع حديثنا- حيث أثنى عليه غير واحد في أكثر من مناسبة ومنها قول الشاعر إبراهيم الجذع:

ازهى الثنى والمدح فكّاك الأمور المعضلات

شيخ ورا الهقوات دايم ما يجي من دونها

شرواك يابن قويد أبو خالد زبون الكايدات

لك وقفة ما خيّبت لاهل الظنون ظنونها

مال الثنا والمدح فيمن لا يليق بهم طراة

لو القصايد بالفرايد هلّ وبل مزونها

من طيب باس وطيب راس وطيب ساس وطيب ذات

اليا ارتكا للكايدة يا عونها يا عونها

اهل المواقيف العظيمة والسلوم الغاليات

جيوبهم في واجبات ضيفوهم يفنونها

وقال آخر:

يتصدّر للشداد اللي زها له

كاسبين الاوله اليا منتهاها

ختاماً: هذه نبذه يسيرة جداً عن الشيخ تركي بن مرّان بن قويد أبو خالد، حفظه الله، إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.

** **

- مدير مؤسسة ركن الجبل للدراسات والبحوث