الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
صدر مؤخراً كتاب يحمل عنوان: «معالم من تاريخ الأنبياء عليهم السلام» للأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العُمري أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض (سابقًا)، ويقع في (423) صفحة.
يؤكد في مقدمة كتابه محبته لأنبياء الله ورسله من خلال تلاوته لكتاب الله وقراءته عنهم من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بما تعدده من ذكر لقصصهم في سور مختلفة، بين مطوّل وقصير، ومفصّل ومختصر، لحكمة يعلمها الله؛ فلما تأملتها رأيت فيها قيادة للعباد إلى ربهم، وإلى طريق السعادة في الدنيا والآخرة، وتوجيهاً للعقيدة والأخلاق الصحيحة، ومعرفةً لسنن الله في الخلق، وقدرته عليهم، فهم دعاة توحيد وإخلاص لله، وسير على شريعته، بما فيها من عبادة وعدل ونفع للخلق، مع توزعهم بين البلدان والأقوام والأزمنة.
ولفت نظري تسمية عدد من سور القرآن بأسمائهم، فسعيت للكتابة عن الأنبياء بما يفتح الله عليَّ، لعلى ألقاهم ووالدي وأهلي وأحبابي عند الله تحت عرشه ورحمته يوم الدين، الذي كانوا ينذرون به، وقد يسر الله لي بداية العمل في تاريخ الأنبياء وقصصهم مع بداية شهر رمضان المبارك سنة 1445هـ. وكنت حريصاً على هذا الشهر وهذا البحث؛ إذ إن مادته جلها من كتاب الله - عز وجل -، وبالتالي فسوف أقرأ في القرآن الكريم بدلاً من البحث في موضوعات تبعدني عنه، واستشهد بما ورد فيه من آيات عنهم خلال الشهر الكريم.
ومضى د. عبدالعزيز العُمري في مقدمته قائلاً: اتخذت منهجًا في الكتاب يعتمد على الآيات القرآنية المتعلقة بحياة الأنبياء قبل كل شيء، والتي تبرز منهجهم وأهم الأحداث التي واجهوها، وما يستفيد منه الإنسان في طريقه إلى الله، ورتبت الآيات حسب الأحداث، بما يجعل القارئ يفهم المراد منها، وتتبعت السنة وما فيها من الروايات عن الأنبياء، بعيداً عن الضعيفة أو الموضوعة، وما قد يثير شبهات لدى البعض.
وإن كان بعض العلماء أوردها ثم رد عليها، إلا أنني رأيت الإعراض عن ذلك، مع التركيز على ما يفيد الإنسان من حياة الأنبياء، وما يمكن أن يرتبط بحياته علماً وفقهاً وثباتاً وعملاً بما ينفعه ويقربه إلى الله.
ويشير إلى أنه قد اجتهد في تحديد أزمانهم وأماكنهم وبلدانهم، ووضع لذلك بعض الخرائط التي تُعين على ذلك، كما حاولت الاستعانة ببعض ما ورد عند أهل الكتاب في العهد القديم (أسفار يهود) أو في العهد الجديد (أناجيل النصارى)، إلا أنني بعد الاطلاع عليها رأيت الإعراض عنها؛ لما فيها من إساءة الأدب مع أنبياء الله، وتغليب للماديات، وتحريف للروايات؛ فرأيت ألا فائدة ترجى منها، وإن كان حديثهم عن الأماكن والأزمنة يمكن أن يُقارن بما ورد عند المسلمين، الذي غالباً لا يخالفه، إلا أنهم إجمالاً، سواء كانوا من المغضوب عليهم أم من الضالين، هم أبعد الناس عن تقدير الأنبياء واحترامهم، ولذلك لا يُرجى خير في شيء مما ورد عندهم.
جدير بالذكر أن للأستاذ الدكتور عبدالعزيز العُمري ما يزيد على خمسين بحثاً منشوراً، وستين كتاباً مطبوعاً.