زرتوبعض الأشقاء قبر والدتي - رحمها الله- في أول أيام عيد الأضحى 1446هـ ..
كان أول عيد أضحى لا تكون فيه معنا..
كل منا بحاله، خيّم صمت غريب و سكون عجيب و..لم ألق زهورًا..
لكني نثرت قصيدًا من قلبي على قبرها..
أي عيدٍ؟! دون أمي لات عيدُ
ها أنا في حسرةِ الذكرى وحيدُ
فارقتني كلّ أفراحِ الدّنى
كلُّ عيدٍ بعدها عني بعيدُ
كلما داريتُ نفسي أدمعي
فاضحاتٌ والتخَفّي لا يفيدُ
أين مَن إن قابلتني هلّلت
بابتسامٍ وتحايًا تستزيدُ
أين مني من إذا جئت ازدهت
فأرى البشْرَ بعينيها يزيدُ
أين مني شمسُ أمسي وغدي
منبعُ الخيراتِ والحب المديدُ
كلما حاولتُ أُبدي بهجةً
أوقفتني ذكريات لا تحيدُ
كيف لا أبكيك يا مسرى دمي
فالقوافي حائراتٌ لا تُجيدُ
زرتُك اليومَ فجاشت دمعتي
وشراييني تنادي يا فقيدُ
تاهَ قلبي وتهاوت أضلُعي
كدْتُ أهوي والرُّؤى حولي تَميدُ
والظلامُ التّف حولي ليلُهُ
وجروحُ الحزنِ في نبضي قصيدُ
غيرَ أن القبرَ نادى صوتُه
خافتًا ابشرْ: ففي القبرِ شهيدُ
أنحني حُبًا و نفسي ملؤُها
فوق ذاك القبرِ ذكرى تستعيدُ
ليت عينيّ وقلبي ودمي
في ضرام الشوق يا أمي تفيدُ
لأُفَدّيك بها يا مُهجتي
فأنا أقصى مدى البرِّ أُريدُ
ربِّ أكرمْ من لنا كانت ندى
ومنارًا زانه الرأيُ الرشيدُ
وارض عنها و اجعل القبرَ لها
دارَ عفوٍ حفَّها بالنورِ عيدُ
***
- شعر: د. سالم ابن محمد المالك