حسين بن صالح القحطاني:
يُحسب لصحيفة الجزيرة الرائدة أنها أول من أفردت صفحاتها وتحديداً صفحة (عزيزتي الجزيرة) في الثمانينيات الميلادية لنقاش جاد موضوعي مثمر كان أشبه بمحاضرات أدبية لنخبة من الأدباء والمثقفين المؤيدين للشعر الفصيح من جهة وصنوه الشعر الشعبي من جهة أخرى مثل الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله- والدكتور أحمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى سابقا، والفريق يحيى المعلمي مدير الأمن العام سابقا وغيرهم وقد تعاطت صحيفة الجزيرة بمهنية فائقة وحياد موضوعي مع كل ما طُرِح انطلاقا من ارتباط الشعر الشعبي الوطني الجزل بتاريخ المملكة العربية السعودية حيث ارتبط بمراحل توحيد الوطن على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وتمثّل ذلك بقصائد الحربيات (العرضة السعودية) للشعراء -رحمهم الله- العوني وابن دحيّم والحوطي وابن صفيّان وغيرهم، كما أن الشعر الشعبي هو صنو الفصيح ويميز جودة كل منهما عن الآخر في مستوى القصيدة (المنظور النقدي) ولأغراض الشعر الشعبي حضورها المشهود في الذائقة الرفيعة وتحث أبرز قصائد الشعر الشعبي على مكارم الأخلاق وتكريس القيم النبيلة ناهيك عن توثيقه الدقيق للمتخصصين، وقد نحا بعضهم مؤخرا في بعض وسائل التواصل الاجتماعي منحى مؤسفاً في الإساءة للشعر الشعبي ممّن يجهلون كنهه وتاريخ جواهره، وقديماً قالوا (الناس أعداء ما جهلوا) وأشير هنا (على سبيل المثال لا الحصر) لنخبة أدباء وشعراء جمعوا ببراعة بين الشعر الفصيح والشعر الشعبي وأجادوا في كلاهما منهم الشاعر الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله-، والشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله-، والشاعر طاهر زمخشري -رحمه الله-، ومعالي الدكتور الشاعر إبراهيم العواجي، ومعالي الدكتور الشاعر سالم محمد المالك، والأديب الشاعر حسين سرحان -رحمه الله-، والأديب الشاعر معيض البخيتان، والشاعر إبراهيم خفاجي -رحمه الله.